نساء العالمين
فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله المعصومة الّتي أذهب اللّه عنها الرّجس
و طهّرها تطهيرا، فقد روى أبو الحسين مسلم بن الحجّاج في جامعه المعروف بصحيح مسلم
(الباب التاسع من كتاب الفضائل في فضائل أهل بيت النّبي صلى اللّه عليه و آله ص
1883 ج 4 من طبع مصر) بإسناده عن أبي بكر بن أبي شيبة و محمّد بن عبد اللّه بن
نمير، عن محمّد بن بشير، عن زكريّا، عن مصعب بن شيبة، عن صفيّة بنت شيبة قالت:
قالت عائشة:
خرج النّبيّ
صلى اللّه عليه و آله غداة و عليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي
فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء علي فأدخله،
ثمّ قال: إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا.
و في الباب
الخامس و الخمسين من ينابيع المودّة للفاضل الشّيخ سليمان النقشبنديّ الحنفي (ص
148 من الطبع الناصري): و في جمع الفوائد، عائشة:
كنّ أزواج
النّبيّ صلى اللّه عليه و آله عنده لا يغادر منهنّ واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما
تخطي مشيتها من مشية النّبيّ صلى اللّه عليه و آله شيئا فلمّا رآها رحب بها، و
قال: مرحبا يا بنتي ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثمّ سارّها فبكت بكاء شديدا،
فلمّا رأى جزعها سارّ الثانية فضحكت فلمّا قام سألتها ما قال لك أبوك؟ قالت: ما
كنت لأفشى على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله سرّه فلمّا توفّى، قلت: عزمت عليك
بما لى عليك من الحقّ حدّثني ما قال لك أبوك صلى اللّه عليه و آله؟ قالت: أمّا
الان فنعم. أمّا حين سارّني في المرّة الاولى فأخبرني أنّ جبرائيل كان يعارضني
القرآن في كلّ سنة مرّة و عارضه الان مرّتين و إنّى لا أرى الأجل إلّا قد اقترب
فاتّقي اللّه و [اصبر [ي]] فإنّه نعم السلف أنا لك، فبكيت بكائي الّذي رأيت،
فلمّا رأى جزعي سارّني في الثانية فقال:
يا فاطمة أما
ترضين أن تكون سيّدة نساء المؤمنين أو سيّدة نساء هذه الامّة فضحكت ضحك الّذي
رأيت. و في رواية: ثمّ سارّني أنّي أوّل أهله يتبعه فضحكت و في اخرى قال: أما
ترضين أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة و أنّك أوّل أهلي لحوقا بي فضحكت، للشّيخين
و الترمذي.