بين المسلمين ليتّفقوا على من هو للَّه
رضا، فلا بيعة لك في أعناقنا، و لا طاعة لك علينا و لا عتبي لك عندنا، و ليس لك و
لأصحابك عندى إلّا السيف و الّذي لا إله إلّا هو لأطلبنّ قتلة عثمان أين كانوا و
حيث كانوا حتّى أقتلهم أو تلحق روحى باللَّه.
فأمّا ما لا
تزل تمنّ به من سابقتك و جهادك فإنّى وجدت اللَّه سبحانه يقول:
«يَمُنُّونَ
عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ
يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» و لو نظرت
في حال نفسك لوجدتها أشدّ الأنفس امتنانا على اللَّه بعملها و إذا كان الامتنان
على السائل يبطل أجر الصّدقة فالامتنان على اللَّه يبطل أجر الجهاد و يجعله «كَمَثَلِ
صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ
عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» انتهى كتاب
معاوية.
تشبيه و معنى
كلامه: فلمّا استوثق الإسلام و ضرب بجرانه، أنّ الإسلام لمّا استقام و قرّ في
قراره تشبيها بالبعير إذا برك و استراح مدّجرانه على الأرض، و جران البعير هو
مقدّم عنقه من مذبحه إلى منحره.
و قوله: حتّى
أنك حاولت قتل ولده لأنّه قتل قاتل أبيه، يشير إلى عبيد اللَّه ابن عمر و قتله أبا
لؤلؤة فيروز قاتل عمر و قد تقدّم كلامنا في شرح المختار 236 من باب الخطب (ص 244 ج
15) و في شرح المختار الأوّل من باب الكتب (ص 238 ج 16).
قوله: تلكأت
في بيعته، تلكأ عن الأمر اى أبطأ و توقف، فالصّواب أن يقال تلكأت عن بيعته فكلمة
في بمعنى عن إن لم يتطّرق فيها تحريف، قوله سجراؤك هو بالسين المهملة جمع سجير
ككريم أى الخليل الصفى.
فكتب أمير
المؤمنين علي 7 في جوابه: أما بعد فقد أتانى كتابك تذكر اصطفاء
اللَّه محمّدا 6- إلخ فحان لنا الان شرح كتابه 7:
قوله 7: (أما بعد فقد أتانى- إلى قوله: إلى النضال) هذا الكتاب
يشتمل على فصول تجيب عن فصول من الأباطيل المموّهة الّتي توغّل فيها معاوية و هذا
القسم من الكتاب جواب عن قوله: فانّ اللَّه تعالى جدّه- إلى قوله: فكان