الأمير فيما أمر توجب التفرق الموجب للهزيمة و قلّما غلب قوم اجتمعت
كلمتهم.
و قد استشار
قوم أكثم بن صيفيّ في حرب قوم أرادوهم و سألوه أن يوصيهم فقال:
أقلّوا
الخلاف على امرائكم، و اعلموا أنّ كثرة الصياح من الفشل و المرء يعجز لا محالة،
تثبّتوا فانّ أحزم الفريقين الرّكين، و ربّت عجلة نعقب ريثا، و اتّزروا للحرب، و
ادّرعوا اللّيل فانّه أخفى للويل، و لا جماعة لمن اختلف عليه نقله ابن قتيبة
الدينوريّ في كتاب الحرب من عيون الأخبار.
ثمّ إنّ
النسخ المطبوعة من النهج و بعض النسخ الخطيّة أيضا تخالف ما اخترنا من قوله 7 في كلمة «أطيعاه» فانّها موافقة في عدم الضمير المنصوب فيها و
ما أتينا به هو ما اختاره السيّد الرضيّ ; أعني انّها من نسخة قوبلت
بنسخته رضوان اللّه عليه.
قوله 7: «و اجعلاه درعا و مجنّا» عطف على قوله 7 اسمعا له، أمرهما بعد
الأمر بالسمع و الإطاعة بأن، لا يفارقاه قطّ فانّه لحسن تدبيره و طول باعه في فنون
الحرب درع و مجنّ أي واق و حافظ عن الخصم فحذّرهما بأبلغ وجه و أحسن طور عن
التأبيّ لأمره و المفارقة عنه حتّى أنّهما لو اقتحما في الحرب بدونه كأنّهما
دخلاها بلا درع و لا مجنّ.
و من كلامه
7 هذا يعلم جلالة قدر الأشتر و عظم أمره كيف لا و قد جعله لذلك الجيش
الكثيف درعا و مجنّا و لا يليق بهذا الوصف عن مثل أمير المؤمنين 7 إلّا
من كان بطلا محاميا و مجاهدا شديد البأس و رابط الجأش. و قال الجاحظ في البيان و
التبيين (ص 257 ج 3 طبع القاهرة): يعقوب بن داود قال: ذمّ رجل الأشتر، فقال له رجل
من النخع: اسكت فانّ حياته هزمت أهل الشام، و موته هزم أهل العراق.
قوله 7: «فانّه ممّن لا يخاف- إلخ» الظاهر أنّ هذا التعليل يتعلّق بقوله
7 أمّرت عليكما أي أنّما أمّرت مالكا عليكما و
على من في حيّز كما لأنّه ممّن لا يخاف وهنه- إلخ. فدلّ كلامه
7 على أنّ هذا الأمر لا يصلح