و أمّا ما ذكرت من أمر عثمان و قطيعتي
رحمه و تأليبي عليه، فانّ عثمان عمل ما بلغك، فصنع النّاس ما قد رأيت، و قد علمت
أنّي كنت في عزلة عنه إلّا أن تتجنّى فتجنّ ما بدا لك.
و أمّا ما
ذكرت من أمر قتلة عثمان فإنّي نظرت في هذا الأمر و ضربت أنفه و عينيه، فلم أرد
فعهم إليك و لا إلى غيرك، و لعمري لئن لم تنزع عن غيّك و شقاقك لتعرفنهم عن قليل
يطلبونك و لا يكلّفونك أن تطلبهم في برّ و لا بحر و لا جبل و لا سهل و قد كان أبوك
أتاني حين ولّى النّاس أبا بكر فقال: أنت أحقّ بعد محمّد 6
بهذا الأمر و أنا زعيم لك بذلك على من خالف عليك، ابسط يدك ابايعك فلم أفعل.
و أنت تعلم
أنّ أباك قد كان قال ذلك و أراده حتّى كنت أنا الّذي أبيت لقرب عهد الناس بالكفر،
مخافة الفرقة بين أهل الإسلام، فأبوك كان أعرف بحقّي منك فإن تعرف من حقّي ما كان
يعرف أبوك تصب رشدك، و إن لم تفعل، فسيغني (فسيغنيني ظ) اللَّه عنك و السّلام.
انتهى كتابه
الشريف برمّته على ما أتى به نصر في صفين و إذا قايست بينه و بين ما نقله الرّضيّ
رضوان اللَّه عليه في النهج يظهر لك أنّه- ره- أسقط كثيرا من فصول الكتاب و نقل في
النهج طائفة منه.
ثمّ يوجد بعض
فقرات هذا الكتاب في الكتاب الثامن و العشرين من هذا الباب أوّله قوله: و من كتاب
له 7 إلى معاوية جوابا و هو من محاسن الكتاب، أمّا بعد فقد أناني كتابك
تذكر فيه اصطفاء- إلخ.
اللغة
(الاجتياح)
اجوف واويّ يقال: جاحه من باب قال و اجتاحه بمعنى أي أهلكه و استأصله. و الجوح:
الاستيصال و الاهلاك.
(الهمّ)
بالفتح: واحد الهموم أي القصد، أو ما تجيل لفعله و إيقاعه فكرك و الهم أيضا مصدر
هممت بالشيء من باب نصر إذا نويته و عزمت عليه و قصدته.
(الفعل)
بالكسر اسم الحدث جمعه فعال مثل قدح و قداح و يجمع على الأفعال أيضا، و يجمع
الأفعال على الأفاعيل. و قيل: الأفاعيل جمع أفعولة و هي