responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 17  صفحه : 320

و المراد من حقائق الايمان مراتبه لأنّ الايمان به في كلّ مرتبة كان حقيقة و عقيدة حقّة.

فانّ قول الأعرابي حيث سئل عن الدّليل علي وجود الصّانع: البعرة تدلّ على البعير و آثار الأقدام تدلّ على المسير، أ فسماء ذات أبراج و أرض ذات فجاج لا تدلّ على وجود اللّطيف الخبير، مرتبة من مراتب الايمان، و هو استدلال بالاثار المحوجة إلى السبب الدّالّ على وجوده تعالى، و هو اعتقاد صدق و ايمان حق.

و قد سلك هذا المسلك أمير المؤمنين 7 في مقام إرشاد من كان وعاء عقله يقتضي هذا القدر من الخطاب بقوله: البعرة تدلّ على البعير، و الروثة تدلّ على الحمير و آثار الأقدام تدلّ على المسير فهيكل علويّ بهذه اللّطافة، و مركز ثفليّ بهذه الكثافة كيف لا يدلّان على اللّطيف الخبير؟.

و كأنّ قول الأعرابي مأخوذ من كلامه 7 كما أشار إليه السيد نعمة اللَّه الجزائري في تعليقته على أوّل كتابه الموسوم بالأنوار النّعمانيّة.

و استدلال المتكلّمين بحدوث الأجسام و الأعراض على وجود الخالق و بالنظر في أحوال الخليقة على صفاته تعالى واحدة فواحدة أيضا مرتبة من الإيمان، و هذه المرتبة حقيقة من حقائق الإيمان.

و هذا طريق إبراهيم الخليل 7 في مقام هداية العباد، فانّه استدلّ بالافول الّذي هو الغيبة المستلزمة للحركة المستلزمة للحدوث المستلزم لوجود الصّانع تعالى.

و ما استدلّ به الحكماء الطبيعيّون من وجود الحركة على محرّك، و بامتناع اتّصال المحرّكات لا إلى نهاية على وجود محرّك أوّل غير متحرّك، ثمّ استدلّوا من ذلك على وجود مبدء أوّل أيضا حقيقة من حقائق الايمان و مرتبة من مراتبه و ما استدلّ به طائفة اخرى من الإلهيّين كالعرفاء الشامخين من ذاته على ذاته من غير الاستعانة بابطال الدّور و التسلسل، أعني برهان الصديقين حقّ و حقيقة من مراتب حقائق الايمان. و اشير إليه في الكتاب الإلهي‌ سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَهِيدٌ (فصّلت- 55) فعرفوا بذاته ذاته و وحدانيّته شهد اللَّه أنّه لا إله إلّا هو، و بذاته عرفوا غيره، أو لم يكف بربّك أنّه على كلّ شي‌ء شهيد.

و اعلم أنّ أظهر الموجودات و أجلاها عند أهل البصيرة هو اللَّه تعالى، و يستدلّون بذاته على وجود غيره لا بالعكس كما هو دأب من لم يصل إلى تلك المرتبة العلياء و قد نطق ببرهان الصدّيقين على أوضح بيان إمام الموحّدين سيّد الشهداء أبو عبد اللَّه الحسين 7 في دعاء عرفة: كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أ يكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتّى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك، و متى بعدت حتّى تكون الاثار هي الّتي توصل إليك- إلخ.

و نعم قال العارف الشبستري:

رهي نادان كه او خورشيد تابان‌

ز نور شمع جويد در بيابان‌

و لا يخفى أنّ أتمّ مراتب الإيمان و حقائقه هذه المرتبة الأخيرة، و هي أيضا بحسب مراتب العرفان متفاوتة، و قد كان الفائزون بهذه الرتبة العلياء و النائلون بهذه النعمة العظمى يكتمونها عن غير أهلها مخافة أن تزلّ أقدام لم تسلك منازل السائرين، و تضطرب أحلام لم ترق إلى مقامات العارفين.

قد روى الشيخ الجليل السعيد الصدوق قدّس سرّه في باب ما جاء في الرؤية من كتابه في التوحيد حديثا في ذلك.

قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللَّه الكوفي، قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه 7 قال: قلت له:

أخبرني عن اللَّه عزّ و جلّ هل يراه المؤمنون يوم القيامة؟ قال: نعم و قد رأوه قبل يوم القيامة. فقلت: متى؟ قال: حين قال لهم: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‌ (الأعراف 173) ثمّ سكت ساعة ثمّ قال: إنّ المؤمنين ليرونه في الدّنيا قبل يوم القيامة

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 17  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست