و شروحها المتداولة هكذا: عقلوا الدين
عقل وعاية و رعاية لا عقل سماع و رواية.
و لكن الصواب
ما ضبطناه في المتن اعنى كون كلمة «وعاء» مكان «وعاية» و وعاية تحريف و تصحيف من
النساخ و لما رأوا كلمة رعاية بعدها غيّر و الوعاء بالوعاية ظنّا منهم انّ الكلام
يزيد به حسنا و أن الأصل كان كما ظنّوا و كم من نظير لمّا ذكرنا من خطاء النسّاخ و
تحريفهم و هم يحسبون انّهم يحسنون صنعا، جناس مضارع- طباق و ما علموا أن من
المحسنات البديعيّة في كلامه 7 مشابهة قوله «وعاء و رعاية» بقوله «سماع
و رواية» فإن الجمع بين وعاء و سماع ممّا يسمى في علم البديع جناس مضارع لتقارب
الهمزة و العين في المخرج نحو قوله تعالى وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ
يَنْأَوْنَ عَنْهُ و كقوله 6 الخيل معقود بنواصيها
الخير. و الجمع بين رعاية و رواية يسمى طباقا. على أن اللغة لا تساعد ما في النسخ
و كم فحصنا في كثير من كتب الأدب و المعاجم المتداولة فما وجدنا من وعي أن يأتي
وعاية مصدرا أو غير مصدر.
الاعراب
الضميران في
مقامه و منبته يرجعان إلى الباطل و يمكن أن يرجعا إلى الحق و سيعلم الوجه فيها عند
الشرح إن شاء اللّه تعالى.
الفاء في
قوله 7: فإن رواة العلم كثير فصيحة تنبيء عن محذوف يدلّ عليه ما قبلها
و كأنّ الجملة جواب عن سؤال مقدّر و التقدير: إنّما وصفهم بأنّهم عقلوا الدين
هكذا، فاجيب بقوله 7: لأنّ رواة العلم كثير و رعاته قليل.
و جاء في بعض
النسخ: كلمة الواو مكان الفاء، أى و إن رواة العلم كثير و لكن الصواب ما اخترناه.
المعنى
قد ذكر 7 قريبا من هذه الخطبة في ذيل الخطبة الخامسة و الأربعين و المأة و هو قوله
7: و اعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتّى تعرفوا الّذي تركه، و لن
تأخذوا بميثاق الكتاب حتّى تعرفوا الّذي نقضه، و لن تمسكوا به حتّى تعرفوا الّذي
نبذه فالتمسوا ذلك من عند أهله فانهم عيش العلم و موت الجهل هم الّذين يخبركم
حكمهم عن علمهم و صمتهم عن منطقهم و ظاهرهم