يعلّموا الأدب و يدرّبوا أى يعوّدوا بتلك
العادات الحسنة.
و قريء
يذرّب بالذال المعجمة أيضا يقال ذرّب المرأة طفلها تذريبا إذا حملته حتّى يقضى
حاجته و هذه القراءة تناسب الجملة التالية الاتية اى انّهم صبيان صغار و اطفال لا
يقدرون على شيء و ينبغي أن يربوا في حجر مربّ و يعيشوا في حضانة حاضن و المراد ان
القوم الّذين لم يتفقهوا في الدّين و لا يعلمون شيئا ينبغي أن يعلّموا و يدرّبوا
بل صبيان ينبغي أن يذربوا فأنّى لهم ان تقوموا مقام الصديقين و يجلسوا مجلس
النبيين و يعرّفوا انفسهم بأنّهم خليفة اللّه و رسوله و يأخذوا ازمة امور النّاس و
يلوا امورهم أ فمن يهدى إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمن لا يهدّى إلّا أن يهدى فما
لكم كيف تحكمون؟.
و قد قال
عمار في خطبة خطب بها أهل الكوفة يستنفر النّاس إلى أمير المؤمنين علىّ 7: أيّها النّاس عليكم بإمام لا يؤدب و فقيه لا يعلم و صاحب بأس لا ينكل و
ذي سابقة في الإسلام ليست لأحد، إلخ. و قد برهن في محلّه أن من أوصاف الإمام انّه
يجب أن يكون أفضل من جميع الرعايا في جميع الصفات الكمالية فهو لا يؤدب و لا يعلم
و سيأتي تحقيقه في شرح الخطبة التالية إنشاء اللّه.
كنايه قوله
7: (و يولى عليه و يؤخذ على يديه) قرئ يولى بالتشديد و
التخفيف و على الأوّل يقال: ولّاه الأمر تولية إذا جعله واليا عليه، و على الثاني
يقال اولى فلانا على اليتيم إذا أوصاه عليه و اولاه الأمر ايلاء إذا جعله واليا
عليه. و هذا كناية عن كونهم سفهاء لا يستحقون أن يلوا أمرا و يفوض اليهم فان العقل
و النقل معاضدان على قبح تولية الأمور بأيدى السفهاء و ولايتهم عليها قال عزّ من
قائل:
وَ لا
تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً فكيف
الأحكام الإلهيّة و الأمور الشرعيّة و ما فيها مصالح العامّة و حقوق الرعيّة بل
ينبغي أن يمنعوا من التصرّف و يحجر عليهم كما يحجر على الصّبي و السفيه لعدم رشدهم
يقال: أخذ على يد فلان إذا منعه عما يريد أن يفعله فمن بلغ في الغباوة و السفاهة
إلى هذا الحدّ فكيف يرضى العقل و يمضي أن يقتدى به و هل هذا إلا ظلم عظيم، ألا و
ان الرعيّة الفاجرة تهلك