و قد فرغوا من دفن المصطفى 6- إلى ان قال: و كان ثقة نبيلا عابدا زاهدا قانعا باليسير كبير الشأن
يكنى أبا امية، و قيل الجغفى بالغين المعجمة.
قوله 7: (فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد اللّه بن العباس) يعني نحّوه بابن
العبّاس و اضربوا صدره به، اى اجعلوا عبد اللّه بن
العبّاس حكما مقابلا لعمرو بن العاص حتّى يدفعه عما
يريد، و قد نقلنا قبل من كتاب صفين (ص 270 طبع ايران الناصرى) لنصر بن مزاحم، عن
عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ 8 قال: لما أراد
النّاس عليّا 7 على أن يضع حكمين قال لهم على:
إن معاوية لم
يكن ليضع لهذا الأمر أحدا هو أوثق برأيه و نظره من عمرو بن العاص و انّه لا
يصلح للقرشي إلّا مثله فعليكم بعبد اللّه بن العباس فارموه به
فان عمرا لا يعقد عقدة إلّا حلّها عبد اللّه و لا يحلّ عقدة إلّا عقدها و لا يبرم
أمرا إلا نقضه و لا ينقض أمرا إلّا أبرمه، فقال الأشعث: لا و اللّه لا يحكم فينا
مضريان حتّى تقوم الساعة و لكن اجعله رجلا من أهل اليمن إذا جعلوا رجلا من مضر
فقال عليّ 7: إنّي أخاف أن يخدع يمنيّكم فان عمرا ليس من اللّه في شيء
حتى إذا كان له في أمر هواه فقال الأشعث:
و اللّه لأن
يحكما ببعض ما نكره و أحدهما من أهل اليمن أحبّ الينا من أن يكون ما نحبّ في
حكمهما و هما مضريان، قال عليّ 7: قد أبيتم إلّا أبا موسى قالوا: نعم،
قال: فاصنعوا ما أردتم، و في رواية اخرى فاصنعوا ما شئتم اللّهم إنّي أبرء إليك من
صنيعهم.
قوله 7: (و خذوا مهل الأيام) اى لا تهملوا المهلة فاغتنموا سعة الأيام و فسحتها
قبل أن تضيق و تفوت عنكم فاعملوا فيها ما ينبغي لكم.
قوله 7: (و حوطوا قواصي الإسلام) اى احفظوا نواحى بلاد الاسلام و حدودها و
أطرافها.
أقول: لمّا
بلغ شرحنا إلى هنا كتب إليّ صديق لي كتابا أظهر فيه شكوى إلىّ و أبرز حاجة، و طلب
الإفتاء في رؤياء، و الرّجل و إن كان ذا فضل لكنه لم يكن عارفا بالعلوم العربية
حتّى النحو و لغة العرب فذهبت إليه فأشكيته ثمّ انجرّ الكلام إلى مكتوبه فقال: أما
الشكوى فإن بي شكاة مدة شهرين و لم تعدني، فأعذرته