responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 49

و الأرض باردة يابسة و الماء بارد رطب و تلك الاسطقسات تسمى الأركان و العناصر أيضا- و هذا القول لا ينافي ما ذهبوا إليه علماء هذه الاعصار من أن هذه الأركان ليست ببسيطة بل كلّ واحد منها مركب من أجزاء اخر- و هذه الأركان إذا تصغرت اجزاؤها و تماست و فعل بعضها في بعض بقواها المتضادّة و كسر كلّ واحد منها سورة كيفيّة الاخر فإذا انتهى الفعل و الانفعال بنيها إلى حدّ ما حدثت لذلك المركّب الممتزج كيفية متشابهة في أجزائه و هى المزاج.

و بعبارة اخرى انّ العناصر إذا اختلطت و امتزجت تفعل كلّ واحدة منها بصورته فى الاخرى و ينفعل في كيفيّتها عنها و تحصل من تفاعل كيفيّات متضادة موجودة فى عناصر و انكسارها كيفيّة متوسطة وحدانيّة توسطا ما في حدّ ما متشابه في أجزائها و هي تسمّى مزاجا فالأرض تفيد الكائن تماسكا و حفظا لما يفاده من التشكيل و التخليق، و الماء يفيد الكائن سهولة قبول التخليق و التشكيل و يستمسك جوهر الماء بعد سيلانه بمخالطة الأرض و يستمسك جوهر الأرض عن تشتته بمخالطة الماء، و الهواء و النار ينكسران عنصريّة هذين و يفيد انهما اعتدال المزاج، و الهواء يخلخل و يفيد وجود المنافذ و المسام، و النّار تنضج و تطبخ‌

. الثاني‌

المزاج الّذي يحصل باختلاط الأركان لا يجوز أن يكون معتدلا حقيقيا سواء كان معدنيا أو نباتيا أو حيوانيا، لأنّ الاعتدال الحقيقي هو أن يكون المقادير من الكيفيّات المتضادّة في الممتزج متساوية و هو ممّا لا يمكن ان يوجد أصلا لانّه إذا حصل شي‌ء من الأركان متساوي المقادير لا بدّ أن يكون في الخارج مكان و ذلك المكان ان كان لأحد من الأركان فيلزم الترجيح بلا مرجّح فنقول أى سبب اقتضى أن يكون ذلك المركّب في هذا المكان دون ذلك، و امّا أن يكون خارجا من أمكنتها مع انا نرى بالعيان و البرهان أيضا انّه ليس كذلك فلا بدّ أن يكون في ذلك المركّب واحد من الأركان غالب على غيره حتّى يميل المركّب إلى المكان اللائق للغالب فإن كان التراب مثلا غالبا فهو يميل إلى‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست