قوله 7
(فتاهم عارم) لأنّ أهل الزّمان إذا كانوا بغير قسط و عدل و
كانت ظلمات الجهل غالبة و الفواحش و المناكر شائعة فالحياء يخفق من أرض اجتماعهم
فحينئذ يصير فتيانهم شرسى الأخلاق عارين عن الحياء لأنّ رسوخ الفواحش فيهم أمكن و
أسرع لأنّ القوى الحيوانيّة و الشّهوانيّة فيهم أشدّ و أقوى فإذا ذهب الحياء عن
النّاس لا يبالون أي ما فعلوا لأنّ الحياء ملكة للنفس توجب انقباضها عن القبيح و
انزجارها عن خلاف الاداب خوفا من اللّوم، و روى عن الرّضا عن آبائه :
انّ رسول اللّه 6 قال لم يبق من أمثال الأنبياء الّا قول
النّاس: إذا لم تستحى فاصنع ما شئت.
قوله (و شائبهم
آثم) لكونه متوغلا في الجهل و الغفلة بحيث لا يرى ان أجله انصرم و مهله
انقطع حتّى يتنبّه من نوم الغفلة و يتدارك ما فات منه، نعوذ باللّه من سبات العقل،
قال النّبيّ 6 أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده، أبناء
الخمسين ما ذا قدمتم و ما ذا أخرتم، أبناء الستّين هلمّوا إلى الحساب لا عذر لكم،
أبناء السبعين عدوا أنفسكم من الموتى، و روى إذا بلغ الرّجل أربعين سنة و لم يتب
مسح إبليس وجهه و قال: بأبي وجه لا يفلح.
و في «شيب» من
سفينة البحار: عن إبراهيم بن محمّد الحسني قال بعث المأمون إلى أبي الحسن الرّضا
7 جارية فلمّا ادخلت إليه اشمأزت من الشيب فلما رأى كراهتها ردّها إلى
المأمون و كتب إليه بهذه الأبيات: