و الكلم إلى مرتبة يعترف الخصم الألدّ
بجودة لفظها و عذوبة مغزيها مع أنّها كانت محفوفة بداهية دهياء ما سمعت اذن شبهها
و ما رأت عين مثلها و هى عقيلة بنى هاشم زينب بنت علىّ أمير المؤمنين 7
فانظر بعبن العلم و العرفان إلى خطبتها الّتى خطبت فى الكوفان و ما أجابت به عبيد
اللّه بن زياد و يزيد بما فوق ان يحوم حوله البيان ففى تاريخ الطبري و ارشاد
المفيد و كثير من الكتب المعتمدة:
لما ادخل
عيال الحسين 7 على ابن زياد فى الكوفة دخلت زينب اخت الحسين 7 فى جملتهم متنكره و عليها ارذل ثيابها فمضت حتّى جلست ناحية من القصر و
حفت بها إماؤها فقال ابن زياد من هذه الّتي انحازت فجلست ناحية و معها نساؤها؟ فلم
تجبه زينب، فاعاد ثانية يسأل عنها، فقال بعض إمائها هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول
اللّه 6 فاقبل عليها ابن زياد فقال لها: الحمد للّه الذي
فضحكم و قتلكم و أكذب احدوثتكم، فقالت زينب 3: الحمد للّه الذي أكرمنا
بنبيّه محمّد 6 و طهّرنا من الرّجس تطهيرا إنّما يفتضح الفاسق
و يكذب الفاجر و هو غيرنا و الحمد للّه.
فقال ابن
زياد كيف رأيت فعل اللّه بأهل بيتك؟ قالت كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى
مضاجعهم و سيجمع اللّه بينك و بينهم فتحاجّون إليه و تختصمون عنده، فغضب ابن زياد
و استشاط فقال عمرو بن حريث أيّها الأمير انها امرأة و المرأة لا تؤاخذ بشيء من
منطقها و لا تذم على خطائها، فقال لها ابن زياد: قد شفى اللّه نفسى من طاغيتك و
العصاة المردة من أهل بيتك، فرقّت زينب 3 و بكت و قالت لعمري لقد قتلت
كهلي و أبرت أهلي و قطعت فرعى و اجتثثت أصلي فان يشفك هذا فقد شفيت فقال لها ابن
زياد هذه سجاعة و لعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا فقالت ما للمرأة و السجاعة انّ
لي عن السجاعة لشغلا و لكن صدري نفث لما قلت.
قوله 7: (و اعلموا- رحمكم اللّه- أنكم في زمان القائل فيه بالحقّ قليل) الشيطان إذا
استحوذ على أهل زمان يكون القائل فيه بالحقّ قليل قال عزّ من قائل- الانعام
155-: وَ إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى و قال
تعالى