المؤمنين اقتتلوا و قال اللّه عزّ من
قائل وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا
الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ.
قلت: من جانب
التعصب و اللجاج و اللداد لا يشك ان هذا الايراد بمراحل من الانصاف كيف لا و
الاخبار المتواترة في الباب و الاثار المنقولة من الأصحاب في عليّ 7 لا
ينكرها الا ألدّ الخصام و العنود الطغام و لو سلّمنا ان بعضهم المستضعفين كانوا
غافلين غير عالمين بذلك فلا ريب أن معاوية و شيطانه عمرو بن العاص و أشياعهما فممن
لا شبهة فى عرفانهم بحقّ علىّ 7 فلا ريب فى كفرهم و من تأمل و نظر بعين
العلم و الانصاف لا يرتاب انّ معاوية كان فى الختل و الروغان اروغ من الثعلب و لعب
بالدين بالنكراء و الشيطنة و بلغ إلى الالحاد و الكفر و العناد إلى مبلغ لم يكن بينه
و بين فرعون الا درجة و فى الحقيقة ما اسلم و لكن استسلم و أسرّ الكفر حتّى يجد
اعوانا لأغراضه النفسانية.
و لنذكر فيه
ما أورده أبو الفضل نصر بن مزاحم المنقرى الكوفي فى كتاب الصفين و ذلك الكتاب
معروف بين الفرق و نصر فى نفسه ثقة ثبت صحيح النقل و كان من معاصرى الامام محمّد
الباقر بن علىّ بن الحسين 8 و أثنى عليه الفريقان و قال فيه الشارح
المعتزلي فهو ثقة ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى و لا ادغال و هو من رجال اصحاب
الحديث.
قال نصر:
اخبرنى عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبى ثابت قال لما كان قتال صفين قال رجل
لعمار يا أبا اليقظان ألم يقل رسول اللّه 6 قاتلوا الناس حتى
يسلموا فاذا اسلموا عصموا منى دمائهم و أموالهم؟ قال: بلى و لكن و اللّه ما اسلموا
و لكن استسلموا و أسرّوا الكفر حتّى وجدوا عليه اعوانا. و روى عن قطر بن خليفة عن
منذر الثورى عن عمار بن ياسر مثله.
و روى عن
الحكم بن ظهير عن إسماعيل عن الحسن و الحكم عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش
عن عبد اللّه بن مسعود قالا قال رسول اللّه 6 إذا رأيتم
معاوية ابن أبى سفيان يخطب على منبرى فاضربوا عنقه قال الحسن فما فعلوا و لا
افلحوا.