حسن به فعله و يستوجب فضله و يسلم من
عيبه و ان البغى و الزور يزريان بالمرء في دينه و دنياه و يبديان من خلله عند من
يعنيه ما استرعاه اللَّه ما لا يغني عنه تدبيره فاحذر الدنيا فانه لا فرح في شيء
وصلت اليه منها و لقد علمت أنك غير مدرك ما قضى فواته و قد رام قوم أمرا بغير الحق
فتأولوا على اللَّه تعالى فاكذبهم و متّعهم قليلا ثمّ اضطرّهم إلى عذاب غليظ،
فاحذر يوما يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله و يندم من امكن الشيطان من قياده و لم
يحادّه فغرّته الدنيا و اطمأن اليها، ثمّ إنّك قد دعوتني إلى حكم القرآن و لقد
علمت أنّك لست من أهل القرآن إلى حكمه و لسنا إياك أجبنا و من لم يرض بحكم القرآن
فقد ضلّ ضلالا بعيدا.
أقول: كتابه
7 هذا مذكور في النهج فى باب كتبه و رسائله الكتاب الثماني و الأربعين
إلّا أن ما في النهج بعض ما ذكرنا ههنا عن نصر.
«الكلام فى
الحكمين أبى موسى الاشعرى و عمرو بن العاص»
قال نصر:
جاءت عصابة من القراء قد سلوا سيوفهم و اضعيها على عواتقهم فقالوا يا أمير
المؤمنين ما تنتظر بهؤلاء القوم أن نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم اللَّه بيننا و
بينهم بالحق فقال لهم عليّ 7 قد جعلنا حكم القرآن بيننا و بينهم و لا
يحلّ قتالهم حتى ننظر بما يحكم القرآن.
«كتاب
معاوية الى أمير المؤمنين على 7»
قال: و كتب
معاوية إلى عليّ أما بعد عافانا اللَّه و إيّاك فقد آن لك أن تجيب إلى ما فيه
صلاحنا و الفة بيننا و قد فعلت الذي فعلت و أنا اعرف حقى و لكن اشتريت بالعفو صلاح
الامة و لا أكثر فرحا بشىء جاء و لا ذهب و انما دخلنى في هذا الامر القيام بالحق
فيما بين الباغي و المبغي عليه و الامر بالمعروف و النهى عن المنكر فدعوت إلى كتاب
اللَّه فيما بيننا و بينك فانه لا يجمعنا و إياك إلّا هو نحيى ما أحيى القرآن و
نميت ما أمات القرآن و السلام