و معنى قوله
رضوان اللَّه عليه «حتّى يرتاب المبطلون» أن هؤلاء الفئة الباغية اعنى جنود معاوية
لما ضربوا و قتلوا من كان ناصرا و ممدا لأهل الحق اعنى احزاب عليّ 7
فعند ذلك يقول من لم يكن على النهج القويم و الصراط المستقيم لو لم يكن معاوية و
اتباعه على حق لما ظهروا على عليّ 7 و أشياعه و هذا ريب يعتريه كما نرى
كثيرا من رذلة الناس و سفلتهم عند منازعة أهل الحق و الباطل في أمر لو منع أهل
الحق من عمله و انفاذ أمره يقولون لو كانوا على حق لما ظهر هؤلاء عليهم و أما من
كان على بصيرة في دينه فيقول: و اللَّه لو هزمونا حتّى يبلغوا بنا سعفات هجر لكنا
على الحق و كانوا على الباطل. و لنعد إلى القصة:
قال الطبرى
باسناده عن زيد بن وهب الجهني: أن عمار بن ياسر رحمه اللَّه قال يومئذ أين من
يبتغي رضوان اللَّه عليه و لا يؤب إلى مال و لا ولد؟ فاتته عصابة من الناس فقال
أيها الناس اقصدوا بنا نحو هؤلاء الّذين يبغون دم ابن عفان و يزعمون انه قتل
مظلوما و اللَّه ما طلبتم بدمه و لكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحبوها و استمرءوها و
علموا أن الحق إذا لزمهم حال بينهم و بين ما يتمرغون فيه من دنياهم و لم يكن للقوم
سابقة في الاسلام يستحقون بها طاعة الناس و الولاية عليهم فخدعوا أتباعهم أن قالوا
إمامنا قتل مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة ملوكا و تلك مكيدة بلغوا بها ما ترون و لو
لا هي ما تبعهم من النّاس رجلان، اللهم إن تنصرنا فطال ما نصرت و إن تجعل لهم
الأمر فادخر لهم بما أحدثوا فى عبادك العذاب الأليم، ثمّ مضى و مضت تلك العصابة
التي أجابته حتى دنا من عمرو فقال يا عمرو بعت دينك بمصر تبّا لك تبّا طالما بغيت
في الاسلام عوجا.
و قال الطبرى
و نصر بن مزاحم: ثمّ قال عمار لعبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب صرعك اللَّه بعت دينك
من عدو الأسلام و ابن عدوّه.
قال كلا و
لكن أطلب بدم عثمان بن عفان الشهيد المظلوم قال له أشهد على علمى فيك أنك أصبحت لا
تطلب بشيء من فعلك وجه اللَّه عزّ و جلّ و أنك ان لم تقتل