الغيبة، على ذلك عقد خلقهم و أخلاقهم،
فعليه يتحابّون، و به يتواصلون، فكانوا كتفاضل البذر ينتقى، فيؤخذ منه و يلقى، قد
ميّزه التّلخيص، و هذّبه التّمحيص، فليقبل امرء كرامة بقبولها، و ليحذر قارعة قبل
حلولها، و لينظر امرء في قصير أيّامه، و قليل مقامه، في منزل حتّى يستبدل به
منزلا، فليصنع لمتحوّله، و معارف منتقله، فطوبى لذي قلب سليم أطاع من يهديه، و
تجنّب من يرديه، و أصاب سبيل السّلامة بنصر من بصّره، و طاعة هاد أمره، و بادر
الهدى قبل أن تغلق أبوابه، و تقطع أسبابه، و استفتح التّوبة، و أماط الحوبة، فقد
أقيم على الطّريق، و هدي نهج السّبيل.
اللغة
(نسخت)
الكتاب نسخا من باب منع نقلته و انتسخته كذلك، و نسخت الشّمس الظل أى أزالته قال
ابن فارس: و كلّ شيء خلف شيئا فقد انتسخه فيقال انتسخت الشمس الظلّ و الشّيب
الشّباب أى أزاله و كتاب منسوخ و منتسخ منقول، و النّسخة الكتاب المنقول و تناسخ
الأزمنة و القرون تتابعها و تداولها، لأنّ كلّ واحد ينسخ حكم ما قبله و يثبت الحكم
لنفسه، و منه تناسخ المواريث لأنّ الارث لا يقسّم على حكم الميّت الأوّل بل على
حكم الثاني و كذلك ما بعده.
و (يسهم)
بالبناء على المفعول من اسهمت له أعطيته سهما أى نصيبا و (عهر) عهرا من باب تعب
زنا و فجر فهو عاهر و عهر عهورا من باب قعد لغة و في الحديث:
الولد للفراش
و للعاهر الحجر، أى إنّما يثبت الولد لصاحب الفراش و هو الزّوج