responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 84

نور السماوات و الأرض، و الجميع به يستضي‌ء فكيف يستضي‌ء بغيره و الّا لزم أن يكون مفتقرا إلى غيره مستكملا به و هو باطل.

(و) الثامن انه‌ (لا يرهقه ليل و لا يجرى عليه نهار) يعنى لا يتعور عليه ليل و نهار لكونه منزّها عن الزّمان و الحركة فلو تعاورا عليه لتفاوتت ذاته و تغيّرت صفاته و امتنع من الأزل معناه.

(و) التاسع انه‌ (ليس إدراكه بالابصار) لتنزّهه من الاحتياج فى الادراك إلى الالات و المشاعر و الأدوات.

و العاشر ما أشار إليه بقوله‌ (و لا علمه بالأخبار) أى بأن يخبره غيره بشى‌ء فيحصل له العلم بذلك الشي‌ء بسبب هذا الخبر، لاستلزام ذلك للجهل أوّلا و الافتقار إلى حاسة السمع ثانيا، و النقص بالذات، و الاستكمال بالغير ثالثا، و هذا كلّه مناف لوجوب الوجود.

الفصل الثاني‌

(منها فى ذكر النبي 6) قال 7‌ (أرسله بالضياء) السّاطع و النور اللّامع.

و المراد به إمّا نور الايمان، و به فسر قوله تعالى‌ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ أى ظلمات الكفر إلى نور الايمان‌ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ‌ و إمّا نور العلم يعنى النبوة الذى كان فى قلبه 6، و به فسّر المصباح فى قوله تعالى‌ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ‌.

روى فى الصافى من التوحيد عن الصادق 7 فى هذه الاية اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌ قال: كذلك عزّ و جلّ‌ مَثَلُ نُورِهِ‌ قال محمّد 6 كَمِشْكاةٍ قال صدر محمّد 6 فِيها مِصْباحٌ‌ قال فيه نور العلم يعنى النبوّة الحديث.

و إمّا القرآن كما فى قوله تعالى‌ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ فهو نور عقلى يهتدى به فى سلوك سبيل الجنان و يستضاء به فى الوصول إلى مقام الزلفى و الرضوان‌ (و قدّمه فى الاصطفاء) أى‌ قدّمه‌ على جميع خلقه فى أن اختاره منهم و فضّله عليهم كما قال الشاعر:

للّه فى عالمه صفوة

و صفوة الخلق بنو هاشم‌

و صفوة الصفوة من هاشم‌

محمّد الطهر أبو القاسم‌

و قد مضى أخبار لطيفة فى هذا المعنى فى شرح الخطبة الثالثة و التسعين فليراجع هناك.

و قوله‌ (فرتق به المفاتق) أى أصلح به المفاسد، و هو إشارة إلى ما كانت عليه أهل الجاهلية حين بعثه من سفك الدّماء و قطع الأرحام و عبادة الأصنام و اجتراح الاثام قد استهوتهم الأهواء، و استزلّتهم الكبرياء، و استخفّتهم الجاهلية الجهلاء، تائهين حائرين فى زلزال من الأمر و بلاء من الجهل، فبالغ 6 فى نصحهم و موعظتهم و دعائهم بالحكمة و الموعظة الحسنة إلى سبيل ربّهم، و جادلهم بالتى هى أحسن، فأصلح اللّه بوجوده الشريف ما فسد من امور دنياهم و آخرتهم، و رفع به ضغائن صدورهم، و هداهم به من الضلالة، و أنقذهم بمكانه من الجهالة مجاز (و ساور به المغالب) في إسناد المساورة إلى اللّه سبحانه توسّع، و المراد تسليطه على المشركين و الكفّار و المنافقين الذين كان لهم الغلبة على غيرهم كما قال عزّ من قائل‌ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ و قال‌ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‌ وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ^.

قال في مجمع البيان في تفسير الاية الأولى: روى أنّ المسلمين قالوا لمّا رأوا ما يفتح اللّه عليهم من القرى ليفتحنّ اللّه علينا الرّوم و فارس فقال المنافقون أ تظنون أنّ فارس و الرّوم كبعض القرى الّتى غلبتم عليها، فأنزل اللّه هذه الاية.

و قال في الاية الثانية في تفسير قوله «ليظهره على الدّين كلّه» معناه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست