لا مجموع كرة الأرض، و يكون الجبال
أوتادا لها أنّها مانعة لها عن الميدان و الاضطراب بالزّلزلة و نحوها إمّا لحركة
البخارات المختنقة في داخلها بإذن اللّه تعالى أو لغير ذلك من الأسباب الّتي
يعلمها مبدعها و منشئها، قال المحدّث العلامة المجلسى قدّس سرّه: و هذا وجه قريب
يؤيّده ما سيأتي في باب الزّلزلة من حديث ذى القرنين.
و قوله (أو تسيخ
بحملها) أى تغوص في الماء مع ما عليها (أو تزول عن
مواضعها) قال الشّارح المعتزلي:
فان قلت: ما
الفرق بين الثّلاثة تميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها؟
قلت: لأنّها
لو تحرّكت لكانت إمّا على مركزها أولا على مركزها، و الأوّل هو المراد بقوله تميد
بأهلها، و الثّاني ينقسم إلى أن تنزل إلى تحت أو لا تنزل إلى تحت، فالنّزول
إلى تحت هو المراد بقوله أو تسيخ بحملها، و الثّاني هو
المراد بقوله أو تزول عن مواضعها.
و قال
المحدّث العلامة المجلسي: و يحتمل أن يراد بقوله 7: تميد
بأهلها تحرّكها و اضطرابها بدون الغوص في الماء كما يكون عند الزلزلة، و
بسوخها بحملها حركتها على وجه يغوص أهلها في الماء سواء كانت على المركز أم لا
فتكون الباء للتّعدية، و بزوالها عن مواضعها خراب قطعاتها بالرّياح و السّيول أو
بتفرّق القطعات و انفصال بعضها عن بعض، فانّ الجبال كالعروق السّارية فيها تضبطها
عن التّفرّق، و يؤيّده ايراد المواضع بلفظ الجمع، هذا.
و لمّا نبّه
7 على كمال اقتداره تعالى و جلاله و عظمته في خلق الأرض و الجبال مضافا
إلى خلق السّماء أردفه بتنزيهه على ذلك و قال:
(فسبحان من
أمسكها) أى الأرض بقدرته (بعد موجان مياهها) قال في البحار: لعلّ
المراد بهذا الموجان ما كان غامرا للأرض أو أكثرها و امساكها بخلق
الجبال الّتي تقدّم في الكلام (و أجمدها بعد رطوبة اكنافها) أى جوانبها
لميدانها