و الخفقان، و قد قال 7 في
الخطبة الاولى: و وتّد بالصخور ميدان أرضه و (المهاد) بالكسر الفراش و الموضع
يهيّئ للصبىّ و يوطاء، و (الفراش) البساط و (اللجّة) بالضمّ معظم البحر و
(الكركرة) تصريف الرّياح السّحاب إذا جمعته بعد تفرّق و أضله تكرّره من التّكرر و
كركرته عنّى أى دفعته و رددته و (مخض) اللبن يمخضه من باب نصر و ضرب و منع استخرج
زبده بصبّ الماء فيه و تحريكه و (الغمام) جمع الغمامة كالسّحاب و السحابة لفظا و
معنا أو خصوص البيضاء منها و (ذرف عينه) أى سال دمعها و ذرفت العين دمعها أى أسال
يتعدّى و لا يتعدّى
الاعراب
أطوادها
بالنصب عطف على جلاميدها و في بعض النسخ بالجرّ عطفا على متونها، و أوتادا حال من
مفعول أرزّها، و على في قوله على حركتها، للاستعلاء المجازى و في بعض النسخ عن
حركتها بدل على فهى بمعنى بعد كما في قوله تعالى عَمَّا قَلِيلٍ
لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ و الباء في قوله بأهلها بمعنى مع و كذلك في
قوله بحملها، و قال الشارح المعتزلي هى للتّعدية و الأوّل أشبه
المعنى
اعلم أنّ هذه
الخطبة الشريفة مسوقة لاظهار عظمة اللّه تعالى و كمال قدرته و جلاله و جبروته في
خلق السماوات و الأرض و الجبال، و قد مضى فصل و اف في هذا المعنى منه 7
في الفصل الثالث و الثامن من المختار الأوّل، و في الفصل الرّابع و السادس من
المختار التّسعين، و قال 7 هنا:
(و كان من
اقتدار جبروته) أى من قدرة عظمته و تجبره و جبّاريّته أى قهاريّته و غلّابيّته، و
نسبة الاقتدار إلى جبروته تعالى إمّا تعظيما و
تفخيما كما يقال إذا صدر أمر من السلطان أمر الباب العالى أو الحضرة الشريفة بكذا،
أو تنبيها على أنّه عزّ و جلّ الأعظم المطلق حيث خلق هذه الأجرام القويّة العظيمة
السماوية و الأرضية (و) نسبته إلى (بديع لطايف
صنعته) ملاحظة لما أودع فيها من عجايب الصنع