responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 425

أن يطلع عليها أحد بحواسه و عقله لعدم وجودها بعد، كموت زيد بعد سنة مثلا و ليس العلم به و انتقاش ذهن أحد بمثله ممكنا في زمان الرؤيا إلّا أن يكون صورا و نقوشا مسطورة في ذهن عال من موجود عالم بالغيب غيرنا و غير من في عالمنا، فيدرك الانسان بعقله أن في الوجود عالما غير عالمنا و في ذلك العالم علماء بما لم يوجد بعد و ليس ما رآه النّائم في منامه إلّا مأخوذا من ذلك العالم و ليست الرؤيا أوهاما و خيالات باطلة لا أصل لها دائما إذ لو كان كذلك لم يكن ينطبق على الحقيقة و لم يكن للرؤيا تعبير أصلا و بالجملة أدرك الانسان بحسّه المشترك عالما آخر غير هذا العالم الجسماني، و عرف أنّ نفسه يناسب ذلك العالم في الجملة حيث يرتبط به و يأخذ منه، و هذا باب واسع حقّقه الحكماء خصوصا الشيخ أبو عليّ بن سينا في الاشارات.

ثمّ بعد الاعتقاد بوجود عالم ما غير هذا العالم المادى المحسوس زال الاستعجاب من كلّ ما أخبرنا به الأنبياء و أصحاب النواميس الالهية من بقاء الرّوح و دخولها في عالم آخر و تمتّعها باللذات و انتفاعها بالمشتهيات هناك و لا يتصوّر أن يكون سعادة الموجود الكامل الرّوحاني أدنى و أقلّ من الانسان المخلوط من الرّوح و الجسم كما أنّ سعادة الانسان المخلوط ليس أقلّ من سعادة الجمادات، فان عرف الانسان انه مستعدّ لادراك تلك السعادة العظمى اشتدّت حسرته من فواته و خاف من موت قلبه المانع من النيل بتلك السعادة أشدّ من خوف أهل الدّنيا من الموت الطبيعي، و لذلك قال أمير المؤمنين 7 عليهم: و هم أشدّ إعظاما لموت قلوب احيائهم‌.

و إذا انتهينا إلى ذلك حقّ لنا أن نختم الكلام بالدّعاء لجميع من تصدّى لترويج الدين و تعليم المؤمنين بالتوفيق و السداد، و لم نذكر مما اختلج فى الذّهن حين قراءة الخطبة من نكتة علمية و دقّة عقلية لئلّا نخرج من سياق الكتاب، فانّ الشّارح رحمه اللّه اكتفى بما هو سهل الوصول قريب المأخذ من رواية تاريخية و حكاية أدبية او حديث فى الأخلاق و تفسير يتعلّق بظواهر الألفاظ و غير ذلك مما يفيد أكثر الناس‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست