استعاره (و عتق من
كلّ ملكة) قال الشّارح البحراني: استعار لفظ العتق لخلاص النفس
العاقلة من استيلاء حكم شياطينها المطبقة بها كخلوص القلب من استيلاء سيّده ثمّ
جعل التقوى نفسها عتقا إطلاقا لاسم السّبب على المسبّب انتهى و محصّله أنّ التقوى
سبب الخلاص من قيد رقيّة نفس الأمارة و عبودية الهوى و مملوكيّة الشيطان فانه ليس
له سلطان على الذين آمنوا و على ربّهم يتوكّلون إنّما سلطانه على الذين يتولّونه و
الّذينهم به مشركون.
مبالغة (و نجاة
من كلّ هلكة) أى سبب للنّجاة من الهلكات الدّنيويّة و الاخروية فاطلق عليها النّجاة مبالغة من
قبيل زيد عدل قال تعالى وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ أى مخرجا من كلّ كرب في الدّنيا و الاخرة.
و فى مجمع
البيان عن النّبىّ 6 أنّه قرأها و قال: مخرجا من شبهات
الدّنيا و من غمرات الموت و شدائد الاخرة.
و فى البحار
من الدّعوات للرّاوندى قال النّبى 6: من اتّقى اللّه
عاش قويا و صار فى بلاد عدوّه آمنا.
(بها ينجح
الطالب) للاخرة أى يفوز بمطلبه قال تعالى إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ و قال رسول
اللّه 6: خصلة من لزمها أطاعته الدّنيا و الاخرة و ربح
الفوز بالجنّة، قيل: و ما هى يا رسول اللّه؟ قال: التّقوى من أراد أن يكون أعز
النّاس فليتّق اللّه عزّ و جلّ ثمّ تلا وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ^ الاية.
(و ينجو
الهارب) «[1]» الراهب من
سخط اللّه و عقابه فانّ أولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، و من يتّق
اللّه يكفّر عنه سيئاته و يعظم له أجرا.
(و تنال
الرّغائب) أى العطايا الكثيرة و الخيرات الدّنيوية و الاخروية التي ترغب إليها
النفوس.
[1]- لا يخفى أن بين هذه الفقرة و سابقتها من محاسن البديع حسن
الطباق و الجناس اللاحق و السجع المتوازى و مثلها الفقرتان السابقتان عليها و أما
الاوليان ففيهما السجع المتوازى فقط، منه.