ملكة، و نجاة من كلّ هلكة، بها ينجح
الطّالب، و ينجو الهارب و تنال الرّغائب، فاعملوا و العمل يرفع، و التّوبة تنفع، و
الدّعاء يسمع، و الحال هادئة، و الاقلام جارية، و بادروا بالأعمال عمرا ناكسا و
مرضا حابسا، أو موتا خالسا، فإنّ الموت هادم لذّاتكم، و مكدّر شهواتكم، و مباعد
طيّاتكم، زائر غير محبوب، و قرن غير مغلوب، و واتر غير مطلوب. قد أعلقتكم حبائله،
و تكنّفتكم غوائله، و أقصدتكم معابله، و عظمت فيكم سطوته، و تتابعت عليكم عدوته، و
قلّت عنكم نبوته فيوشك أن تغشيكم دواجى ظلله، و احتدام علله، و حنادس غمراته، و
غواشي سكراته، و أليم إرهاقه، و دجّو أطباقه، و جشوبة مذاقه، فكأن قد أتاكم بغتة
فأسكت نجيّكم، و فرّق نديّكم، و عفّى آثاركم، و عطّل دياركم، و بعث ورّاثكم، يقتسمون
تراثكم بين حميم خاصّ لم ينفع، و قريب محزون لم يمنع، و آخر شامت لم يجزع. فعليكم
بالجدّ و الاجتهاد و التّأهّب و الاستعداد و التّزوّد في منزل الزّاد، و لا
تغرّنّكم الحياة الدّنيا كما غرّت من كان قبلكم من الامم