responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 278

هذا كلّه فضله و لطفه و احسانه عليك مع عصيانك و طغيانك‌ (فما ظنك به لو أطعته) و كيف يؤيسك من كرمه مع طاعتك و قد قال‌ وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ‌ أم كيف يحرمك من نعمه مع توكّلك عليه و قد قال‌ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ‌ أم كيف ينقص عطائه و حبائه مع شكرك و ذكرك و قد قال‌ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‌.

ثمّ أكّد جذبهم إلى التّعبد و الطاعة بأبلغ بيان و أحسن تقرير و عبارة فقال‌ (و أيم اللّه لو أنّ هذه الصّفة) الّتي ذكرت من إقبال اللّه عليك و تولّيك عنه‌ (كانت في) متماثلين من الناس‌ (متّفقين في القوّة متوازنين في القدرة) متساويين في الدّرجة و الرّتبة و كنت أنت أحدهما (لكنت) لو أنصفت‌ (أوّل حاكم على نفسك بذميم الأخلاق و مساوى الأعمال) حيث إنّه أقبل و تولّيت، و تحبّب و تعاديت، و وصلك فقطعت، و تدانى فتباعدت فكيف إذا كان الطرف المقابل هو اللّه القاهر القادر مالك الملوك ربّك و ربّ العالمين كلّهم، فحكومتك على نفسك و تعزيرك عليها حينئذ أولى و أحجى.

ثمّ لما كان منشاء اغترار الغافلين العصات المخاطبين المسئولين بخطاب ما غرّك بربّك الكريم و علّة إعراضهم عنه تعالى و تولّيهم عن ذكره عزّ و جلّ هو الاغترار بالدّنيا و الافتتان بشهواتها و لذّاتها و امنيّاتها حسبما يشهد به التّجربة و الوجدان و نطق به القرآن فى قوله‌ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ و قوله‌ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَ غَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ‌ و غيره من الايات الكريمة.

نبّه على وهن هذه العلّة و ضعفها بقوله‌ (و حقّا أقول ما الدّنيا غرتك) يعنى انها ليست علّة تامّة قويّة للاغترار (و لكن) علّة مادّية ضعيفة سخيفة بنقصان عقلك مجاز (بها اغتررت) كما اغترّ بها كلّ ناقص العقل فاتّصافك بالاغترار بها حقيقة و اتّصافها بالغرور لك مجاز و إسناد الأول إليك أصدق و أجدر من إسناد الثاني إليها.

و أوضح عدم كونها سببا تامّا للغرور بالتّنبيه على اتّصافها بضدّه من النصح‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست