ذلك سيبويه، قال: إذا وقعت بعد بينا و بينما
فهي للمفاجاة و مثال وقوعها بعد بينما قوله:
استقدر اللّه خيرا و ارضينّ به
فبينما العسر إذ دارت مياسير
و بينما المرء في الأحياء مغتبط
إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير
و الباء في
وطيء به للتّعدية أى أوطأه.
و قوله: 7 آنس ما كان بصحّته، آنس منصوب على الحال من ضمير فيه و العامل فيه تولّدت،
و ما نكرة موصوفة كما في مررت بما معجب لك، و كان تامّة، و بصحّته متعلّق بانس و
محصّل المعنى تولّدت فيه فترات و الحال أنّه آنس شيء وجد أى آنس الأشياء بصحّته،
و يحتمل أن تكون ما مصدريّة زمانيّة كما في قوله تعالى فَاتَّقُوا
اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ و قوله ما دُمْتُ حَيًّا أى مدّة
استطاعتكم و مدّة دوامى حيّا فيكون معناه آنس مدّة كونه و وجوده بصحّته أى آنس
زمان عمره به، و قيل فيه معان اخر و ما قلته أظهر.
قوله: شجي
خبر من اضافة الصفة إلى الموصوف أى خبر ذى شجي و غصّة، و قوله فقائل، خبر لمبتدأ
محذوف و الجملة معطوفة على جملة تنازعوا و تفصيل له، و اللام في قوله: لما به،
بمعني على كما في قوله تعالى وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ و قوله وَ
تَلَّهُ لِلْجَبِينِ و ليست بمعناها الأصلى كما توهّم.
قوله: و دعاء
مولم لقلبه، اللّام للتّقوية، و في بعض النسخ بقلبه بالباء بدل اللام و عليه فهى
زايدة كما في قوله تعالى وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى
التَّهْلُكَةِ و يجوز جعلها بمعني في على تضمين مولم معني مؤثر، و بهذا المعني جاء
الباء في قوله تعالى وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ أى فيها.
المعنى
اعلم أنّه
7 لمّا نبّه في الفصلين السابقين على أهاويل البرزخ و فظايعه أردفهما
بهذا الفصل استطرادا و تنبيها على غمرات الموت و شدايده و حالات الميّت عند
الاشراف على الموت و الاحتضار فقال: