و تولّدت فيه فترات علل انس ما كان
بصحّته. ففزع إلى ما كان عوّده الأطبّاء من تسكين الحارّ بالقارّ، و تحريك البارد
بالحارّ، فلم يطفئ ببارد إلّا ثوّر حرارة، و لا حرّك بحارّ إلّا هيّج برودة، و لا
اعتدل بممازج لتلك الطّبايع إلّا أمدّ منها كلّ ذات داء، حتّى فتر معلّله، و ذهل
ممرّضه، و تعايا أهله بصفة دائه، و خرسوا عن جواب السّائلين عنه، و تنازعوا دونه
شجى خبر يكتمونه، فقائل هو لما به، و ممّن لهم إياب عافيته، و مصبّر لهم على فقده،
يذكّرهم أسى الماضين من قبله. فبينا هو كذلك على جناح من فراق الدّنيا، و ترك
الأحبّة، إذ عرض له عارض من غصصه، فتحيّرت نوافذ فطنته، و يبست رطوبة لسانه، فكم
من مهمّ من جوابه عرفه فعيّ عن ردّه، و دعاء مولم لقلبه سمعه فتصامّ عنه، من كبير
كان يعظّمه، أو صغير كان يرحمه، و إنّ للموت لغمرات هي أفظع من أن تستغرق بصفة، أو
تعتدل على قلوب أهل الدّنيا.
اللغة
(ترف) ترفا
من باب منع تنعّم و أترفته النعمة أطغته و التّرفة بالضمّ النعمة و الطعام الطيّب
و (ربّ) فلان الصّبى يربّه ربّا ربّاه حتّى أدرك و الرّبيب المربوب