به من غير أن يهيّأه و (صرعى) جمع صريع و
هو المصروع من الصّرع و هو الطرح على الأرض و (السّبات) كغراب النوم.
الاعراب
قوله 7: يا له مراما ما أبعده، النّداء للتّعجب دخل على المتعجّب منه فانّ هذا
النداء إنّما يستعمل في مقامين:
أحدهما أن
يرى المتكلّم أمرا عظيما عجيبا فينادى جنسه كقولهم يا للماء و للدّواهى إذا
تعجّبوا من كثرتهما.
و الثاني أن
يرى أمرا يستعظمه، فينادى من له نسبة إليه و مكنة فيه نحو يا للعلماء و غلب في
المنادى المتعجّب منه جرّه باللّام كما في المنادى المستغاث و قد يستغنى عنها
بالألف مثل يا عجبا.
و الضمير في
له مبهم يفسّره التّميز بعده، و هذا من جملة المواضع التي جوّزوا فيها عود الضمير
على المتأخّر لفظا و رتبة كما في نعم رجلا زيد، فانّ فاعل نعم ضمير يفسّره رجلا و
كذلك قوله تعالى ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ و كَبُرَتْ كَلِمَةً
تَخْرُجُ و قال الزّمخشري في قوله تعالى إِنْ هِيَ إِلَّا
حَياتُنَا الدُّنْيا^ هذا ضمير لا يعلم ما يعنى به إلّا بما يتلوه، و أصله إن
الحياة إلّا حياتنا الدّنيا، ثمّ وضع هي موضع الحياة لأنّ الخبر يدلّ عليها و
يبيّنها.
و مراما
منصوب على التّميز كما أشرنا إليه و هو رافع للابهام عن الضّمير مقدّر في المعنى
بمن أى ياله من مرام، و جملة ما أبعده صفة لمراما، و ما فيها للتعجّب مبتدأ خبره
أبعده كما في قولهم ما أحسن زيدا قال سيبويه: هى نكرة تامّة بمعنى شيء لتضمّنها
معني التعجّب و ما بعدها من الجملة الفعليّة خبر و قال الفرّاء إنّها استفهاميّة و
هو المنقول عن الكوفيين و هو موافق لقولهم باسميّة افعل لأنّ الاستفهام المشوب
بالتّعجب لا يليه إلّا الأسماء نحو «ما أصحاب اليمين» و «مالى لا أرى الهدهد»
قوله: و زورا ما أغفله، مأخوذ من فعل مفتوح العين من باب قعد و لكن بعد نقله إلى
فعل مضموم العين لتصريح علماء الأدبيّة بأنّ فعل التعجّب لا يبنى إلّا من