في هامهم، و تستنبتون في أجسادهم، و
ترتعون فيما لفظوا، و تسكنون فيما خرّبوا، و إنّما الأيّام بينكم و بينهم بواك و
نوائح عليكم، أولئكم سلف غايتكم، و فرّاط مناهلكم، الّذين كانت لهم مقاوم العزّ و
حلبات الفخر ملوكا و سوقا سلكوا في بطون البرزخ سبيلا، سلّطت الأرض عليهم فيه،
فأكلت من لحومهم، و شربت من دمائهم، فأصبحوا في فجوات قبورهم جمادا لا ينمون، و
ضمارا لا يوجدون، لا يفزعهم ورود الأهوال، و لا يحزنهم تنكّر الأحوال، و لا يحفلون
بالرّواجف، و لا يأذنون للقواصف، غيّبا لا ينتظرون، و شهودا لا يحضرون، و إنّما
كانوا جميعا فتشتّتوا، و آلافا فافترقوا، و ما عن طول عهدهم و بعد محلّهم عميت
أخبارهم، و صمّت ديارهم، و لكنّهم سقوا كأسا بدلتهم بالنّطق خرسا، و بالسّمع صمما،
و بالحركات سكونا، فكأنّهم في ارتجال الصّفة صرعى سبات.
اللغة
(الزّور)
بفتح الزّاء و سكون الواو اسم يطلق على الواحد و الجمع كالضّيف فيراد به الزّائر و
الزّائرون و كذلك الزّور بضمّ الزّاء و فتح الواو و (الخطر) محرّكة الأشراف على
الهلاك و (أىّ مذّكر) بصيغة اسم الفاعل من