فاصبر مغموما، أو مت متأسّفا، فنظرت
فإذا ليس لي رافد، و لا ذابّ، و لا مساعد إلّا أهل بيتي، فضننت بهم عن المنيّة،
فأغضيت على القذى، و جرعت ريقي على الشّجى، و صبرت من كظم الغيظ على أمرّ من
العلقم، و الم للقلب من حزّ الشّفار، و قد مضى هذا الكلام في
أثناء خطبة متقدّمة إلّا أنّي كرّرته هاهنا لاختلاف الرّوايتين.
و منه فى ذكر
السائرين الى البصرة لحربه 7 فقدموا على عمّالي و خزّان بيت مال
المسلمين الّذي في يديّ، و على أهل مصر كلّهم في طاعتي، و على بيعتي، فشتّتوا كلمتهم،
و أفسدوا عليّ جماعتهم، و وثبوا على شيعتي فقتلوا طائفة منهم غدرا، و طائفة منهم
عضّوا على أسيافهم، فضاربوا بها حتّى لقوا اللّه صادقين.
اللغة
(الاستعداء)
الاستعانة و الاستنصار، و قال الشّارح المعتزلي: العدوى طلبك إلى وال أن يعديك على
من ظلمك أى ينتقم لك منه يقال استعديت الأمير على فلان فأعداني أى استعنت به عليه
فأعانني و (كفاء) الاناء من باب منع قلبته و كبته و (تأخذه) و (تمنعه) بالتّاء
المثنّاة فيهما و الأوّل بصيغة المعلوم و الثاني بصيغة المجهول و في بعض النسخ
بالنّون بصيغة المتكلّم و المروىّ عن خطّ الرّضيّ هو الأوّل.
و (رفده)
رفدا من باب ضرب أعانه و أعطاه فهو رافد و (ضنّ) بالشّيء يضنّ من باب تعب و ضرب
بخل به و (أغضيت) على كذا أى صبرت و سكت و (القذى) ما يقع في العين من تراب و غيره
و (الشجي) ما اعترض فى الحلق من عظم و نحوه و (العلقم) شجر شديد المرارة و (الحزّ)
القطع و فى بعض النسخ ذخر الشفار و هو الطّعن الخفيف