و تلذّذك بالنوم بأرقها و كان بطنها لك
وعاء و حجرها لك حواء و ثديها لك سقاء و نفسها لك وقاء تباشر حرّ الدّنيا و بردها
لك و دونك فتشكرها على قدر ذلك و لا تقدر عليه إلّا بعون اللّه و توفيقه.
22- و أمّا
حقّ أبيك فتعلم أنّه أصلك و أنّك فرعه و أنّك لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك
ممّا تعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه و احمد اللّه و اشكره على قدر ذلك
23- و أمّا حقّ ولدك فتعلم أنّه منك و مضاف إليك في عاجل الدّنيا بخيره و شرّه و
أنّك مسئول عمّا ولّيته من حسن الأدب و الدّلالة على ربّه و المعونة له على طاعته
فيك و في نفسه فمثاب على ذلك و معاقب فاعمل في أمره عمل المتزيّن بحسن أثره عليه
في عاجل الدّنيا المعذر إلى ربّه فيما بينك و بينه بحسن القيام عليه و الأخذ له
منه و لا قوّة إلّا باللّه.
24- و أمّا
حقّ أخيك فتعلم أنّه يدك الّتي تبسطها و ظهرك الّذى تلتجئ إليه و عزّك الّذى تعتمد
عليه و قوّتك الّتي تصول بها فلا تتّخذه سلاحا على معصية اللّه و لا عدة للظّلم
بخلق اللّه و لا تدع نصرته على نفسه و معونته على عدوّه و الحول بينه و بين
شياطينه و تأدية النصيحة إليه و الاقبال عليه في اللّه فان انقاد لربّه و أحسن
الاجابة له و إلّا فليكن اللّه آثر عندك و أكرم عليك منه 25- و أمّا حقّ المنعم
عليك بالولاء فأن تعلم أنّه أنفق فيك ماله و أخرجك من ذلّ الرّق و وحشته إلى عزّ
الحرّية و أنسها و أطلقك من اسر الملكة وفكّ عنك حلق العبودية و أوجدك رايحة العزّ
و أخرجك من سجن القهر و دفع عنك العسر و بسط لك لسان الانصاف و أباحك الدّنيا كلّها
فملّكك نفسك و حلّ اسرك و فرّغك لعبادة ربك و احتمل بذلك التقصير فيما له فتعلم
أنه أولى الخلق بك بعد اولى رحمك فى حياتك و موتك و أحقّ الخلق بنصرك و معونتك و
مكانفتك في ذات اللّه فلا تؤثر عليه نفسك ما احتاج إليك أحدا أبدا 26- و أمّا حقّ
مولاك الجارية عليه نعمتك فأن تعلم أنّ اللّه جعلك حامية