عن العياشى عن الوشا باسناد له يرسله
إليه 7 قال: و اللّه لتمحّصنّ و اللّه لتميّزنّ و اللّه لتغربلنّ حتى
لا يبقى منكم إلّا الأندر، قلت: و ما الأندر؟ قال: البيدر، و هو أن يدخل الرّجل
قبّة الطعام يطين[1] عليه ثمّ يخرجه و قد تأكل بعضه
و لا يزال ينقيه ثمّ يكن عليه ثمّ يخرجه حتّى يفعل ذلك ثلاث مرّات حتّى يبقى ما لا
يضرّه شيء.
ثمّ أصل التمحيص
التخليص و كثيرا ما يستعمل في التّخليص الحاصل بالاختبار و الامتحان، قال
تعالى وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما
فِي قُلُوبِكُمْ أى ليمتحن اللّه ما في صدوركم و يظهر سرايرها من الاخلاص و النّفاق
فيجازى المخلص باخلاصه و المنافق بنفاقه لأنّ المجازات إنّما هي بعد ظهور السّراير
و إلّا فهو سبحانه عالم بالسّرائر و الضّماير قبل ظهورها كما هو عالم بها بعد
ظهورها، و ليمحّص أى و ليكشف و يميّز ما في قلوبكم من الطيب و الخبيث.
و قال أيضا وَ
لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَ اللَّهُ
لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَ لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ
الْكافِرِينَ أى و ليبتلى اللّه الّذين آمنوا و ليخلصهم من الذّنوب أو ينجيهم من
الذّنوب بالابتلاء و يهلك الكافرين بالذّنوب عند الابتلاء.
و فى الكافي
عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللّه 7 يقول: ويل لطغاة العرب من
أمر قد اقترب، قلت: جعلت فداك كم مع القائم 7 من العرب؟
قال: نفر
يسير، قلت: و اللّه إنّ من يصف هذا الأمر منهم لكثير، قال 7 لا بدّ
للنّاس من أن يمحّصوا و يميّزوا و يغربلوا و يستخرج في الغربال خلق كثير.
و حاصل
المرام أنّ المستحفظين علم اللّه قد امتازوا عن ساير الناس و تفاضلوا عليهم و
خرجوا تامّ العيار من قالب الامتحان لكونهم المخلصين في توحيد اللّه
[1]- هكذا فى النسخة و لعله تصحيف و الصحيح تبين عليه او بطين
عليه بالباء الجارة و اللّه العالم منه.