responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 13  صفحه : 54

. وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ فسمّى اللّه سبحانه الأعمال التي كلّفها العبد عقبات تشبيها بالعقبات و الجبال لما يلحق الانسان فى أدائها من المشاق كما يلحقه فى صعود العقبات و قطعها.

و قال أمير المؤمنين 7‌ انّ أمامكم عقبة كئودا و منازل مهولة لا بدّ من‌ الممرّ بها و الوقوف عليها، فاما برحمة اللّه نجوتم و إما بهلكة ليس بعدها انجبار.

أراد 7‌ بالعقبة تخلص الانسان من العقبات التي عليه، و ليس كما ظنّه الحشوية من أنّ فى الاخرة جبالا و عقبات يحتاج الانسان إلى قطعها ماشيا و راكبا و ذلك لا معنى له فيما توجبه الحكمة من الجزاء و لا وجه لخلق عقبات تسمّى بالصلاة و الزكاة و الصيام و الحجّ و غيرها من الفرائض يلزم الانسان أن يصعدها فان كان مقصّرا في طاعة اللّه حال ذلك بينه و بين صعودها.

إذ كان الغرض فى القيامة المواقفة على الأعمال و الجزاء عليها بالثواب و العقاب و ذلك غير مفتقر إلى تسميته عقبات و خلق جبال و تكليف قطع ذلك و تصعيبه و تسهيله مع أنه لم يرد خبر صحيح بذلك على التفصيل فيعتمد عليه و تخرج له الوجوه، و إذا لم يثبت بذلك خبر كان الأمر فيه ما ذكرناه، انتهى كلامه رفع مقامه.

و اعترض عليه المحدّث العلامة المجلسىّ فى البحار بعد نقله له بقوله: إن تأويل ظواهر الاخبار بمحض الاستبعاد بعيد عن الرّشاد، و للّه الخيرة في معاقبة العاصين من عباده بأىّ وجه أراد، و قد مضى الأخبار في ذلك و سيأتى بعضها و اللّه الموفّق للخير و السّداد، هذا.

و لمّا حذّر من عقبات الاخرة و مواقفها المهولة المقتضية لأخذ الزّاد لها، عقّبه بالاشارة إلى قرب الموت المعقّب لهذه الأهاويل و العقبات و كونه بالرّصد و التّرقّب و الاخترام تنبيها به على وجوب المبادرة بأخذ الزّاد لقرب الحاجة إليه و على عدم التّوانى و التّسويف فيه بتوهّم بعد زمان الاحتياج فقال:

(و اعلموا أنّ ملاحظ المنيّة نحوكم دائبة) أى مجدّة يعنى أنّها تنظر اليكم باللّحظ و الشّرز أى بمؤخّر عينها نظر الغضبان مجدّة فيه قصدا لاخترامكم.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 13  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست