الشّخص و أعضاؤه، و الحقّ عينها فلا يكون
العامل غير الحقّ غير أنّ الصّورة صورة العبد و الهويّة الالهيّة مندرجة في العبد،
و لمّا كانت الهويّة إنّما تندرج في أسمائه فسّر بقوله: أى في اسمه، ليعلم أنّ عين
العبد هو أيضا اسم من أسمائه لا غير ليلزم اندراج الحقّ في غيره مطلقا فيتوّهم منه
الحلول، انتهى كلامهما هبط مقامهما.
و قد عرفت
فيما تقدّم أنّ المراد بحديث كنت سمعه و بصره معني آخر لا ما توهّما، فيبطل جميع
ما فرّعا عليه.
و منها
قوله 7 في الخطبة المذكورة أيضا: الظّاهر لا يقال ممّا و الباطن لا
يقال فيما، لا شبح فيتقضّي و لا محجوب فيحوى.
فانّه يدلّ
على أنّ اتّصافه بالظهور و البطون ليس بالمعنى المتبادر منهما في غيره، و على أنّه
لا يتشخّص بتشخّص الممكنات و صور الموجودات كما هو مذهب هذه الفرقة الضّالّة حسبما
عرفت تفصيلا، و على أنّه لا يكون محجوبا بالحجاب فيدلّ على بطلان ما ذهبوا إليه
أيضا من كونه محتجبا بالخلق على ما عرفت تفصيلا و أشار 7 إلى دليل
بطلان الاحتجاب بقوله: فيحوى، يعني أنّه لو كان محجوبا لكان محويّا و كان حجابه
حاويا له محيطا به فيكون له انقطاع و انتهاء و يكون ذا حدود و أجزاء و هو باطل.
و مثله ما
رواه عنه 7 في البحار من الارشاد و الاحتجاج عن الشّعبي روى أنّه سمع
أمير المؤمنين 7 رجلا يقول: و الّذى احتجب بسبع طباق، فعلاه 7 بالدّرة ثمّ قال: يا ويلك إنّ اللّه أجلّ من أن يحتجب من شيء أو يحتجب
عنه شيء، سبحان الّذى لا يحويه مكان و لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في
السّماء فقال الرّجلّ: أفاكفّر عن يميني يا أمير المؤمنين؟ قال 7: لا
لم تحلف باللّه فيلزمك الكفّارة و إنّما حلفت بغيره.
و منه قوله
7 في المختار المأة و الثّامن و السّبعين
حين سأله
ذعلب اليماني فقال: هل رأيت ربّك يا أمير المؤمنين؟ فقال 7: أ فأعبد ما
لا أرى؟ قال: و كيف