responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 13  صفحه : 129

يشاركهم أهل الدّنيا في آخرتهم، أباحهم اللّه الدّنيا ما كفاهم و أغناهم قال اللّه عزّ و جلّ‌ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ‌ الاية سكنوا الدّنيا بأفضل ما سكنت، و أكلوها بأفضل ما اكلت، شاركوا أهل الدّنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيّبات ما يأكلون، و شربوا من طيّبات ما يشربون، و لبسوا من أفضل ما يلبسون، و سكنوا من أفضل ما يسكنون، و تزوّجوا من أفضل ما يتزوّجون، و ركبوا من أفضل ما يركبون، و أصابوا لذّة الدّنيا مع أهل الدّنيا، و هم غدا جيران اللّه يتمنّون عليه فيعطيهم ما يتمنّون، لا تردّ لهم دعوة، و لا ينقص لهم نصيب من اللذة، فالى هذا يا عباد اللّه يشتاق إليه من كان له عقل، هذا.

و قوله 7‌ (أنت أهون على اللّه من ذلك) يعنى أنّ أفعال اللّه سبحانه و أحكامه ليست كأفعال خلقه و أحكامهم، فربّما يعطى الواحد منّا مالا لاخر مع عدم طيب نفسه به بل على كره منه له أو يأذن له أن يسكن في منزله باقتضاء مصلحة لاحظها فيه من مداراة معه و نحوها مع كراهة له باطنا و أمّا اللّه القادر القاهر العزيز ذوا السلطان فأجلّ و أعلى من أن يكون ما أعطاه و أحلّه لعباده من باب المصانعة و المجاملة، لأنّهم أهون عنده تعالى من ذلك، و أىّ ملاحظة للخالق من مخلوقه الذّليل، و مداهنة للقاهر من مقهوره الضّعيف المقيّد بقيد الرّقية و العبوديّة.

(قال يا أمير المؤمنين هذا أنت) إمامنا و قد و تنا حال كونك‌ (في خشونة ملبسك) حيث قنعت من اللّباس بطمريه‌[1] (و جشوبة مأكلك) حيث اقتصرت من الطعام بقرصيه فينبغي لنا أن نتأسّي و نأتمّ بك و نحذ و حذوك.

(قال 7 ويحك) كلمة رحمة قالها شفقة و عطوفة (إنّى لست كأنت) يعنى أنّ تكليفى الشرعي غير تكليفك، و أشار إلى وجه المغايرة بقوله:

(إن اللّه تعالى فرض على أئمّة الحقّ أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس) أى يضيّقوا على‌ أنفسهم‌ في المعاش بضيق الفقراء و الضعفاء أو يقيسوا أنفسهم‌ بهؤلاء و يكونوا شبيها بهم‌


[1]- الطمر الثوب الخلق و الكساء البالى، م.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 13  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست