(و قريت)
الضّعيف أقريه من باب رمى و (عدىّ نفسه) تصغير عدو و أصله عديو و فحذفت إحدى
الواوين و قلبت الثّانية ياء تخفيفا ثمّ ادغمت ياء التصغير فيها و (هام) يهيم خرج
على وجهه لا يدرى أين يتوجّه فهو هائم و استهام بك أى جعلك هائما، و قال الشارح
البحراني: اى أذهبك لوجهك و زيّن لك الهيام و هو الذّهاب في التّيه.
و (الملبس) و
(المأكل) مصدران بمعنى المفعول، و طعام (جشب) و مجشوب غليظ و قيل الّذى لا ادام
معه و (أئمّة الحقّ) في بعض النسخ أئمّة العدل بدله و (يقدروا) أنفسهم في بعض
النسخ بالتخفيف مضارع قدر من باب ضرب و في بعضها بالتثقيل و المعنى واحد مأخوذان
من القدر بمعنى التضييق قال تعالى اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ
وَ يَقْدِرُ^ له أو بمعنى قياس الشيء بالشّيء و يقال أيضا هذا قدر هذا و قدره
أى مماثله و (البيغ) ثوران الدّم و تبيغ عليه الأمر اختلط و الدّم هاج و غلب.
الاعراب
قوله: ما كنت
تصنع، كان هنا زايدة كما في قوله تعالى كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي
الْمَهْدِ صَبِيًّا و قوله: أما أنت اه أما حرف استفتاح يبدء بها الكلام و
فايدتها المعنويّة توكيد مضمون الجملة الّتي بعدها قال نجم الأئمّة: و كأنها
مركبّة من همزة الانكار و حرف النّفى و الانكار نفى و نفى النّفى إثبات ركب
الحرفان لافادة الاثبات و التّحقيق و فايدتها اللّفظيّة كون الكلام بعدها مبتدأ
به، و في بعض النّسخ ما أنت بدل أما أنت و عليه فتكون ما موصولة بدلا من الدّار أو
من سعة و الأوّل أظهر.
و قوله إليها
متعلق بقوله أحوج، و كذا قوله: فى الاخرة، و قوله: و بلى استدراك عن الجملة
السّابقة قال الفرّاء أصلها بل زيدت عليها الألف للوقف، و قال نجم الأئمّة: لفظة
بل التي تليها الجمل للانتقال من جملة إلى اخرى أهمّ من الاولى، قال: و تجىء بعد
الاستفهام أيضا كقوله: أَ تَأْتُونَ الذُّكْرانَ إلى قوله بَلْ
أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ.