برسول اللّه 6) بمزيد دنوّها منه 6 (فقالوا) ثالثة
(كفرا و عتوّا) و تمرّدا و اعتلاء بقصد تعجيزه و افحامه 6 (فمر هذا النّصف فليرجع
إلى نصفه كما كان فأمره 6)
قطعا للعذر و حسما لمادّة المكابرة (فرجع) إلى النّصف الاخر و انضمّ اليه.
قال أمير
المؤمنين لما شاهد هذه المعجزة (فقلت أنا: لا إله إلّا اللّه فانّى أوّل
مؤمن بك) أى برسالتك (يا رسول اللّه و أوّل من أقرّ بأنّ الشجرة
فعلت ما فعلت بأمر اللّه) و اذنه (تصديقا لنبوّتك و
إجلالا لكلمتك) و إجابة لأمرك.
(فقال
القوم كلّهم بل ساحر كذّاب) أى أنت مموّه مدلّس لا حقيقة لما فعلته و
إنّما هو تمويه و تخييل لا أصل له و أنّك كذّاب فيما تدعوننا إليه من التوحيد و
الايمان.
و قد حكى
اللّه عنهم ذلك بقوله في سورة ص وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ
مِنْهُمْ وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً
واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ.
قال الطبرسي
في وجه نزول الاية: قال المفسّرون: إنّ أشراف قريش و هم خمسة و عشرون منهم الوليد
بن المغيرة و هو أكبرهم و أبو جهل و أبيّ و اميّة ابنا خلف و عتبة و شيبة ابنا
ربيعة و النضر بن الحارث أتوا أبا طالب و قالوا أنت شيخنا و كبيرنا و قد أتيناك
لتقضى بيننا و بين ابن اخيك فانّه سفّه أحلامنا و شتم آلهتنا، شيخنا و كبيرنا و قد
أتيناك لتقضى بيننا و بين ابن اخيك فانّه سفّه أحلامنا و شتم آلهتنا، فدعى أبو
طالب رسول اللّه 6 و قال: يا ابن أخ هؤلاء قومك
يسألونك: فقال: ما ذا يسألونني قالوا دعنا و آلهتنا ندعك و إلهك فقال 6 أ تعطونني كلمة واحدة تملكون بها العرب و العجم، فقال أبو جهل:
للّه أبوك نعطيك ذلك و عشر أمثالها فقال: قولوا: لا إله إلّا اللّه، فقاموا و
قالوا: أ جعل الالهة إلها واحدا، فنزلت هذه الايات، هذا.
و لمّا
قالوا: إنّه 6 ساحر و لم يكونوا شاهدين مثل ما أتى
6 به من غيره أعظموا أمره و وصفوه بأنّه (عجيب
السّحر) لأنّه قد أتى بما يعجز عنه غيره و بأنّه (خفيف فيه) لأنّه فعل
ما فعل سريعا من دون تراخ و تأخير.
استفهام
تحقيرى ثمّ قالوا استحقارا و استصغارا: (و هل يصدّقك) و يؤمن بك (فى أمرك
إلّا مثل هذا) الغلام الحدث السنّ (يعنونني) و قد حذا حذو هؤلاء
الكفّار أتباعهم الّذين