علمنا أنّك نبيّ و رسول) لاتيانك بما أتى به ساير الأنبياء و الرّسل ممّا يعجز عنه غيرهم من
الايات البيّنات المصدّقة لرسالتهم و نبوّتهم
(و ان لم تفعل علمنا) بطلان دعواك
و انّك ساحر كذّاب) لأنّ عدم فعلك لما نسأله كاشف عن عجزك
من معاجزة النّبوة و دلائل الرّسالة.
ف (قال لهم) النّبي 6 (و ما تسألون).
(قالوا تدع
لنا هذه الشجرة حتّى تنقلع بعروقها) من الأرض و تأتى (و تقف بين يديك) إجابة
لدعوتك (فقال 6 إنّ اللّه على كلّ شيء قدير) لا يعجزه
شيء و لا يقصر قدرته عن شيء (فان فعل اللّه ذلك بكم) و أجاب إلى
مسئولكم (أ تؤمنون) به (و تشهدون بالحقّ) و إنّما نسب
الفعل إلى اللّه و لم ينسبه إلى نفسه تنبيها لهم على أنّ ما يفعله و يصدر منه 6 فانّما هو فعل اللّه سبحانه و هو 7 مظهر له كما قال
تعالى وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى و لذلك ذكر
أوّلا عموم قدرته تعالى و فرّع عليه قوله: فان فعل اللّه ذلك، ايماء إلى
أنّ ما تسألونه من انقلاع الشجرة من مكانها و وقوفها بين أيديهم أمر يعجز عنه
المخلوق الضعيف و يقدر عليه الخالق القاهر القادر على كلّ شيء، فقال لهم:
فان فعلت ذلك
مع كونى بشرا مثلكم فانّما هو بكونى مبعوثا من عنده خليفة له و كون فعلى فعله أ
تؤمنون حينئذ و تشهدون بأن لا إله إلّا اللّه و أنّى رسول اللّه.
(قالوا نعم
قال 6 فانّى ساريكم ما تطلبون) أسند الارائة إلى
نفسه القدسى بعد اسناد الفعل إلى اللّه، لما ذكرناه من النكتة (و إنّي
لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير) أى لا ترجعون إلى الاسلام الجامع لخير
الدّنيا و الاخرة و فى تصدير الجملة بانّ و اللّام تنبيها على أنّ عدم رجوعهم إلى
الحقّ و بقائهم على الكفر و الضلال محقّق معلوم له 6 بعلم
اليقين ليس فيه شكّ و ريب (و انّ فيكم من) يبقى على كفره و
يقتل و (يطرح فى القليب) قليب بدر (و من) يستمرّ على
غيّه و (يحزّب الأحزاب) و يجمع جموع الكفّار و المشركين على