أى يبكيه
ضارع، و قوله: طيّب النّفس، منصوب على الحال من فاعل أعطى، و قوله: غير طيّب
النّفس، و جملة يرجو بها منصوبان لفظا و محلا أيضا على الحال و قوله: لا يخفى عليه
ما العباد مقترفون، كلمة ما موصولة منصوبة محلا مفعول يخفى و ما بعدها صلة لها و
العايد محذوف أى مقترفون له.
المعنى
اعلم أنّ
مدار هذا الكلام الشّريف على فصول ثلاثة الفصل الاول في الأمر بالصّلاة و الحثّ
عليها و الفصل الثاني في الترغيب في الزّكاة و الالزام بها و الفصل الثالث في
التحضيض على أداء الأمانة و التّحذير من المعاصي.
اما الفصل
الاول
فهو قوله (تعاهدوا
أمر الصلاة) أى جدّدوا العهد بها و راقبوا عليها في أوقاتها المخصوصة و لا
تضيّعوها و لا تغفلوا عنها، لأنها عماد الدّين، و معراج المؤمنين، و قربان كلّ
تقىّ و مؤمن نقيّ، و أوّل ما يحاسب به العبد إن قبلت قبل ما سواها و إن ردّت ردّ
ما سواها.
و قد ذمّ اللّه
أقواما توانوا عنها و استهانوا بأوقاتها فقال: فَوَيْلٌ
لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال أمير المؤمنين
7 في رواية الخصال: يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها.
(وحافظوا
عليها) أى على أوقاتها و رعاية آدابها و سننها و حدودها و مراسمها و شروطها
و أركانها.