على ما قلت ثمّ استثنيت فما أردت بذلك؟
فقال 7: إنّ الحرب خدعة و أنا عند أصحابى صدوق فأردت أن اطمع أصحابى
كيلا يفسئوا «يفشلوا ظ» و لا يفرّوا، فافهم فانك تنتفع بهذه بعد اليوم انشاء
اللّه، هذا.
و قوله 7: (إلّا ما يتشذّر فى أطراف الأرض تشذّرا) كلمة ما هنا بمعنى
من كما فى قوله: وَ السَّماءِ وَ ما بَناها، أى إلّا من يتفرّق فى أطرافها تفرّقا
ممنّ لم يتمّ أجله ثمّ نبّه على نجدته و شجاعته بقوله:
استعاره
تحقيقية- استعاره بالكناية- استعاره تخييلية- استعاره ترشيحية (أنا وضعت
فى الصغر بكلاكل العرب) استعار لفظ الكلاكل للأكابر و الرؤساء
من العرب و أشراف القبايل الّذين قتلهم في صدر الاسلام، و الجامع
للاستعارة كونهم سبب قوّة العرب و مقدّميهم و بهم انتهاضهم إلى الحرب كما أنّ
الكلكل للجمل كذلك سبب لنهوضه و قيامه و قوته و مقدم أجزائه.
و يجوز أن يكون
من باب الاستعارة بالكناية، بأن يشبه العرب بجمال مستجلات ذوات الصدور و الكلاكل
في القوّة، فيكون اثبات الكلاكل تخييلا، و الوضع ترشيحا.
و على أيّ
تقدير فأشار 7 بوضعه لهم إلى قهرهم و إذلالهم كما أنّ إناخة الجمل
يستلزم قهره و إذلاله قال الشاعر:
مراجيح ما تنفكّ إلّا مناخة
على الحتف أو ترمى بها بلدا قفرا
و إن شئت أن
تعرف أنموذجا من قتله و قتاله و إذلاله للكلاكل و الشجعان فاستمع لما وقع منه 7 في أوّل غزاة كانت في الاسلام و هي غزوة بدر، و قد كانت تلك الغزوة على
رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة كما في كشف الغمة و كان عمره 7 إذ ذاك
سبعة و عشرين سنة.
قال المفيد
في الارشاد: و أما الجهاد الّذى ثبتت به قواعد الاسلام، و استقرّت بثبوته شرايع
الملّة و الأحكام، فقد تخصّص منه أمير المؤمنين 7 بما اشتهر ذكره في
الأنام، و استفاض الخبر به بين الخاصّ و العامّ، و لم يختلف فيه العلماء، و لا
تنازع في صحته الفهماء، و لا شكّ فيه إلّا غفل لم يتأمّل في الأخبار، و لا دفعه
أحد ممّن نظر في الاثار إلّا معاند بهّات لا يستحيي من العار.