(و)
مشيّدا استعاره (لا انهدام لأساسه)
قال البحراني: استعار لفظ الأساس للكتاب و السّنة الّذين هما أساس الاسلام، و لفظ الانهدام لاضمحلالهما انتهى، و لا
بأس به، و قد يفسّر في بعض الرّوايات بالولاية.
و هو ما رواه
في البحار من أمالي الشيخ باسناده عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن
الحسين عن أبيه عن جدّه : قال: لمّا قضى رسول اللّه 6 مناسكه من حجّة الوداع ركب راحلته و أنشأ يقول: لا يدخل الجنّة إلّا من
كان مسلما، فقام اليه أبو ذر الغفارى فقال: يا رسول اللّه و ما الاسلام؟ فقال 6: الاسلام عريان و لباسه التقوى، و زينته الحياء، و ملاكه[1] الورع و كماله الدّين، و ثمرته
العمل، و لكلّ شيء أساس و أساس الاسلام حبّنا أهل البيت.
(و) ثابتا
استعاره (لا زوال لدعائمه) قال البحراني: استعار لفظ الدّعائم لعلمائه
أو للكتاب و السنة و قوانينهما، و أراد بعدم زوالها عدم انقراض العلماء أو عدم
القوانين الشرعيّة، انتهى.
و الأولى أن
يراد بالدّعائم ما يأتي تفصيلها منه 7 في أوائل باب المختار من حكمه
7 و هو ثالث أبواب النّهج.
(و) راسخا
تشبيه (لا انقلاع لشجرته) الظاهر أنّه من قبيل اضافة المشبّه به على
المشبّه كما في لجين الماء، و المراد أنّ الاسلام كشجرة ثابتة أصلها ثابت و فرعها
فى السماء كما اشير اليه في قوله مثل كلمة طيّبة كَشَجَرَةٍ
طَيِّبَةٍ الاية.
قال الطبرسي:
قال ابن عبّاس: هي كلمة التوحيد شهادة أن لا إله إلّا اللّه كشجرة زاكية نامية
راسخة اصولها فى الأرض عالية أغصانها، و ثمارها في السماء، و أراد به المبالغة في
الرّفعة و الأصل سافل و الفرع عال إلّا أنه يتوصّل من الأصل إلى الفرع.
قال: و قيل:
انّه سبحانه شبّه الايمان بالنّخلة لثبات الايمان في قلب المؤمن كثبات النخلة في
منبتها، و شبّه ارتفاع عمله إلى السماء بارتفاع فروع النخلة،