فاجعلوا طاعة اللّه شعارا دون دثاركم،
و دخيلا دون شعاركم، و لطيفا بين أضلاعكم، و أميرا فوق أموركم، و منهلا لحين
ورودكم، و شفيعا لدرك طلبتكم، و جنّة ليوم فزعكم، و مصابيح لبطون قبوركم، و سكنا
لطول وحشتكم، و نفسا لكرب مواطنكم. فإنّ طاعة اللّه حرز من متالف مكتنفة، و مخاوف
متوقّعة، و أوار نيران موقدة، فمن أخذ بالتّقوى غربت «عزبت خ» عنه الشّدايد بعد
دنوّها، و احلولت له الامور بعد مرارتها، و انفرجت عنه الأمواج بعد تراكمها، و
أسهلت له الصّعاب بعد انصابها، و هطلت عليه الكرامة بعد قحوطها، و تحدّبت عليه
الرّحمة بعد نفورها، و تفجّرت عليه النّعم بعد نضوبها، و وبلت عليه البركة بعد
إرذاذها. فاتّقوا اللّه الّذي نفعكم بموعظته، و وعظكم برسالته، و امتنّ عليكم
بنعمته، فعبّدوا أنفسكم لعبادته، و اخرجوا إليه من حقّ طاعته.
اللغة
(عجّ) عجّا
من باب ضرب و عجيجا أيضا رفع صوته بالتّلبية، و منه الحديث أفضل الأعمال إلى اللّه
العجّ و الثجّ، فالعجّ رفع الصّوت في التّلبية، و الثجّ إسالة الدّماء من الذّبح و
النحر في الأضاحي.
و (النّينان)
جمع نون و هو الحوت قال تعالى وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً