بكى لبكائك و ميكائيل و صاحب سرّ اللّه
إسرافيل، يا بنية لا تبكين فقد بكيت السّماوات و الأرض لبكائك.
فقال عليّ
7: يا رسول اللّه انقاد للقوم و أصبر على ما أصابنى من غير بيعة لهم ما
لم اصب أعوانا لم اناجز القوم، فقال رسول اللّه 6: اللّهمّ
اشهد.
و فيه من
الكتاب المذكور أيضا من كتاب الوصيّة لعيسى الضّرير عن موسى بن جعفر عن أبيه
8 قال:
لمّا كانت
اللّيلة الّتي قبض النّبيّ 6 فى صبيحتها دعى عليّا و فاطمة و
الحسن و الحسين : و اغلق عليه و عليهم الباب، و قال: يا فاطمة و
أدناها منه فناجاها من اللّيل طويلا، فلمّا طال ذلك خرج علىّ و معه الحسن و الحسين
و أقاموا بالباب و الناس خلف الباب و نساء النّبي ينظرون إلى علىّ و معه ابناه.
فقالت عايشة:
لأمر ما أخرجك منه رسول اللّه 6 و خلا بابنته دونك في هذه
السّاعة؟
فقال علىّ
7 قد عرفت الذى خلا بها و أرادها له و هو بعض ما كنت فيه و أبوك و
صاحباه ممّا قد سمّاه، فوجمت أن تردّ عليه كلمة قال عليّ 7: فما لبثت
أن نادتني فاطمة 3 فدخلت على النّبي 6 و هو يجود
بنفسه فبكيت و لم أملك نفسى حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه.
فقال 6 لي: ما يبكيك يا على ليس هذا أو ان البكاء فقد حان الفراق
بينى و بينك فاستودعك اللّه يا أخى فقد اختار لي ربّي ما عنده، و إنما بكائي و
غمّي و حزنى عليك و على هذه- أى فاطمة أن تضيع بعدى، فقد أجمع القوم على ظلمكم و
قد استودعكم اللّه و قبلكم منّى وديعة يا عليّ قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء و
أمرتها أن تلقيها إليك فأنفذها فهي الصّادقة المصدّقة.
ثمّ ضمها
إليه و قبّل رأسها و قال: فداك أبوك يا فاطمة، فعلا صوتها بالبكاء ثمّ ضمها إليه و
قال: و اللّه لينتقمنّ اللّه ربّي و ليغضبنّ لغضبك، فالويل ثمّ الويل للظالمين ثمّ
بكى رسول اللّه 6