responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 210

ثمّ شرع بالوصيّة بالتقوى و التّحذير من الدّنيا فقال‌ (اوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه) فانّها اليوم الحرز و الجنّة و غدا الطريق إلى الجنّة (و أحذّركم الدّنيا فانّها) ظلّ زائل وضوء آفل و سناد مائل‌ (دار شخوص) و ارتحال‌ (و محلّة تنغيص) و تكدير لتكدّر عيشه بالالام و الأسقام‌ (ساكنها ظاعن) مرتحل‌ (و قاطنها بائن) مفترق يعني انّ السّاكن فيها ليس بساكن في الحقيقة، و المقيم بها منتقل عنها البتّة و ذلك لما بيّنا في تضاعيف شرح الخطب السّابقة أنها في الحقيقة سفر الاخرة و هى الوطن الأصلي للانسان فهو من أوّل يوم خرج من بطن امّه و وضع قدمه في هذه النشأة دائما في حركة و ازيال و ازداف و انتقال و ينقضي عمره شيئا فشيئا يبعد من المبدأ و يقرب من المنتهى فسكونها نفس زوالها، و اقامتها نفس ارتحالها، و بقاؤها عين انتقالها و وجودها حدوثها، و تجدّدها فناؤها، فانّها عند ذوى العقول كفى‌ء الظل، بينا تراه سابغا حتّى قلص، و زايدا حتّى نقص.

ثمّ ضرب للدّنيا و أهلها مثلا عجيبا بقوله تشبيه مركب‌ (تميد بأهلها ميدان السّفينة بأهلها) حال كونها (تقصفها) القواصف و تصفقها (العواصف) من الرّياح‌ (في لجج البحار) الغامرات المتلاطمة التيّار المتراكمة الزّخار، و هو من تشبيه المركب بالمركب على حدّ قول الشاعر:

و كأنّ أجرام النجوم طوالعا

درر نشرن على بساط أزرق‌

شبّه 7 الدّنيا بالسّفينة التّي في اللّجج حال كونها تضربها الرّياح الشديدة العاصفة و شبّه أهل الدّنيا بأهل السّفينة، و شبه تقلّباتها بأهلها بالهموم و الأحزان و الغموم و المحن بميدان السفينة و اضطرابها بأهلها، و شبّه الأمراض و الالام و العلل و الأسقام و نحوها من الابتلاءات الدّنيويّة الموجبة للهموم و الغموم بالرّياح العاصفة الموجبة لاضطراب السّفينة، و وجه الشّبه أنّ راكبى السّفينة في لجج البحار الغامرة عند هبوب الرّيح العاصفة و الزعزع القاصفة كما لا ينفكّون من علز القلق و غصص الجرض، فكذلك أهل الدّنيا لا ينفكّون من مقاسات الشدائد و ألم المضض.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست