ألا و قد
أمرني اللّه بقتال أهل البغي و النّكث و الفساد في الأرض فأمّا النّاكثون فقد
قاتلت، و أمّا القاسطون فقد جاهدت، و أمّا المارقة فقد دوّخت، و أمّا شيطان
الرّدهة فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجبة قلبه، و رجّة صدره، و بقيت بقيّة من أهل
البغي و لئن أذن اللّه في الكرّة عليهم لاديلنّ منهم إلّا ما يتشذّر في أطراف
البلاد تشذّرا. أنا وضعت في الصّغر بكلاكل العرب، و كسرت نواجم قرون ربيعة و مضر.
و قد علمتم موضعي من رسول اللّه 6 بالقرابة القريبة، و
المنزلة الخصيصة، وضعني في حجره و أنا وليد، يضمّني إلى صدره، و يكنفني في فراشه،
و يمسّني جسده، و يشمّني عرفه، و كان يمضغ الشّيء ثمّ يلقمنيه، و ما وجد لي كذبة
في قول، و لا خطلة في فعل. و لقد قرن اللّه به 6 من
لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، و محاسن أخلاق
العالم ليله و نهاره، و لقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمّه، يرفع لي في كلّ
يوم من أخلاقه علما، و يأمرني بالاقتداء به، و لقد كان يجاور في