responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 189

استعاره‌ (فصدع بالحقّ) امتثالا لما كان مامورا به بقوله عزّ و جلّ‌ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ و أصل الصّدع عبارة عن كسر الزّجاجة و شقّها و تفريقها، فاستعير عنه للبيان الواضح و التبليغ الكامل، و الجامع التأثّر.

و قد قيل في تفسير الاية: أنّ معناها أبن الأمر إبانة لا تنمحى كما لا يلتئم كسر الزّجاجة، و قيل: أفرق بين الحقّ و الباطل، و قيل: شقّ جماعاتهم بالتّوحيد أو بالقرآن.

(و نصح للخلق) بصرفهم عن الرّدى إلى الهدى و ردّهم عن الجحيم إلى النعيم‌ (و هدى إلى الرّشد) أى إلى الصّواب و السّداد في القول و العمل‌ (و أمر بالقصد) أى بالعدل في الامور المصون عن الافراط و التّفريط، و يحتمل أن يكون المراد به قصد السبيل الموصل إلى الحقّ أى الصّراط المستقيم‌ 6 ثمّ نبّه المخاطبين على عدم كونه تعالى في خلقهم و ايجادهم لاغيا عابثا فقال‌ (و اعلموا عباد اللّه أنّه لم يخلقكم عبثا) تعالى عن ذلك علوّا كبيرا، و انما خلقكم للمعرفة و العبوديّة كما قال‌ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‌.

(و لم يرسلكم هملا) أى لم يترككم سدى مهملين كالبهائم و الأنعام، و إنّما كلّفكم بالتكاليف و الأحكام‌ (علم مبلغ نعمه) و مقدارها كمّا و كيفا (عليكم و أحصى إحسانه) و فضله‌ (إليكم) ليبلوكم أ تشكرونه أم تكفرون و من شكر فانّما يشكر لنفسه و من كفر فانّه غنىّ كريم‌ (فاستفتحوه) أى اطلبوا منه فتح أبواب النّعم‌ (و استنجحوه) أى اطلبوا منه نجاح عوائد المزيد و القسم‌ (و اطلبوا) منه متضرّعين‌ (إليه) أن يصرف عنكم ما لا يصرفه أحد غيره من عذاب النّار و سخط الجبّار.

(و استمنحوه) أى اطلبوا منه أن يعطيكم ما لا يعطيه أحد غيره من فوز الجنان و رضى الرّحمن، و طلب ذلك كلّه منه سبحانه إنما هو بالقيام بمراسم الحمد و الشكر و بالمواظبة على وظايف الطّاعات و القربات الّتي بها يستعدّ لافاضة الرّحمة و نزول الخيرات، هذا.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست