بها كما اعتذر المنافق الثاني في زوى
الخلافة عنه 7 بأنّ فيه دعابة، و تبعه على ذلك عمرو بن العاص اللّعين
كما حكى 7 عنه في المختار الثالث و الثمانين بقوله: عجبا لابن النابغة يزعم لأهل الشام إنّ فيّ دعابة و إنّي امرء
تلعابة.
(و لكلّ
قائم مائلا) أى أعدّوا لكلّ أمر صحيح مستقيم ليس به اعوجاج ما يوجب اعوجاجه من
الشّبه و التمويهات.
(و لكلّ
حىّ قاتلا) يحتمل أن يراد به خصوص ذى الحياة من نوع الانسان فيراد بالقاتل
معناه المعروف و أن يراد به معناه المجازى أى هيؤا لكلّ ما له قوام و ثبات من امور
الدّين ما يوجب فساده و إبطاله كما قال 7 في المختار المأة و السابع و
العشرين، و انما حكم الحكمان ليحييا ما أحيى القرآن و يميتا ما أمات القرآن و
إحياؤه الاجتماع عليه و إماتته الافتراق عنه.
(و لكلّ
باب مفتاحا) أى لكلّ باب من أبواب الضلال مفتاحا من وجوه
التدبير و الحيل يفتحونه به على الناس لاضلالهم.
(و لكلّ
ليل مصباحا) أى لكلّ أمر مظلم يعيي فيه رأيا يستضاء به فيه و يهتدى به إليه كما
دبّره ابن العاص عند ضيق الخناق على أهل الشام بصفّين من رفع المصاحف على الرّماح
صبيحة ليلة الهرير، فأنجاهم بتلك الحيلة و المكيدة عن هذه الورطة العظيمة.
(يتوصّلون
إلى الطمع باليأس) لعلّ المراد أنهم يتزهّدون و يظهرون اليأس و الاستغناء
عما في أيدى الناس و صلة به إلى مطامعهم، و محصله أنهم يتركون الدنيا للدّنيا و
يستغنون عن الناس تزويرا.
تشبيه (ليقيموا
به أسواقهم و ينفقوا به أعلاقهم) شبههم فى قصدهم إلى إضلال الناس بالتاجر الذي
يجلس في السوق و يعرض متاعه على المشترين و يرغبهم إليه بحسن المعاملة قصدا إلى
رواج متاعه، فجعلهم بمنزلة التاجر، و ما عندهم من متاع الضلال بمنزلة المبيع، و من
يريدون إضلاله بمنزلة المشترى، و ما عنده من الهدى بمنزلة الثمن.