responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 178

بأوصاف أهل الايمان أو أنّهم يصفون من الطاعات و الخيرات ما هو دواء الأمراض النفسانية كالمؤمنين، و يقولون من الأقوال الحسنة و المواعظ البالغة ما هو شفاء الصّدور كالنّاسكين و الزّاهدين، و يفعلون فعل الفاسقين الفاجرين الّذى هو الدّاء الأكبر المعيي للأطباء من العلاح.

و محصّله أنّهم يتّصفون ظاهرا بصفات المؤمنين، و يتكلّمون بمثل كلامهم إلّا أنّ أفعالهم خلاف أقوالهم، و باطنهم مناف لظاهرهم كما قال تعالى في وصفهم‌ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ‌ و قال أيضا وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَ إِذا خَلَوْا إِلى‌ شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ‌ و في سورة آل عمران‌ وَ إِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَ إِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.

(حسدة الرّخاء) أى إن رأوا لأحد سعة و رفاهيّة في العيش و نعمة أنعم اللّه سبحانه بها عليه يحسدونه و يحزنونه به كما قال تعالى‌ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَ إِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها (و مؤكّدوا البلاء) يعني إذا وقع أحد في‌ بلاء و مكروه يسعون في تأكيده و تشديده بالسّعاية و النميمة و ساير أسباب التشديد، و لا يسعون في دفعه و رفعه و اصلاحه و في بعض النّسخ و مولّدوا البلاء باللّام و هو ظاهر.

(و مقنطوا الرّجاء) قال البحراني: أى إذا رجا راج أمرا ففي طباعهم أن يقنطوه و يؤيسوه، و هكذا شأن المنافق الكذّاب أن يبعّد القريب و يقرّب البعيد أقول: و يحتمل أن يكون المراد أنّهم بمقتضى خبثهم الباطني يقنّطون الرّاجين من رحمة اللّه عزّ و جلّ و يؤيسونهم منها، و ذلك لقنوطهم في أنفسهم منها بما لهم من الغيّ و الضّلال كما قال تعالى‌ وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ‌ كنايه‌ (لهم بكلّ طريق صريع) الظّاهر أنّ المراد به أنّ لهم في‌ كلّ طريق‌ من طرق البرّ صرعى أى هلكى لاضلالهم النّاس عنها، و قال الشّارح البحراني: إنّه كناية عن كثرة من يقتلونه أو يؤذونه بخديعتهم و كنّى‌ بالطّريق‌ إمّا عن كلّ مقصد

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست