responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 173

إذا عرفت ذلك فأقول: إنّه 7 قبل أن يأخذ فى وصف‌ المنافقين‌ افتتح كلامه بما جرى عادته على الافتتاح به فى باب الخطابة من ثناء اللّه تعالى و تعظيمه و تمجيد رسوله 6 فقال‌ (بحمده على ما وفق له من الطاعة و ذاد عنه من المعصية) أى نحمده على ما وفّقنا له من طاعاته الموصلة الى جنانه و المحصلة لرضوانه، و على ما أبعدنا منه من سيئاته المؤدية الى نيرانه، و الموجبة لخذلانه.

و حصول هذا التوفيق منه عزّ و جلّ في حقه 7 بما أفاض عليه من القوّة العاصمة و ملكة العصمة الدّاعية إلى المعروف و الرّادعة عن المنكر.

و اما فى حقّ غيره الذين شرّكهم‌[1] معه في ثنائه فبالأوامر و النواهى الواردة فى الكتاب و السّنة و اجتماع شرايط الطاعة و انقطاع أسباب المعصية.

(و نسأله لمنّته تماما) أى نسأل منه عزّ و جلّ أن يتمّ علينا نعمته، فانّه المنّان الذى يبدء بالنوال قبل السؤال.

و المراد بنعمته التي سأل تمامها إما خصوص نعمة التوفيق المذكورة فى الجملة السابقة أو الأعمّ منها، و الأوّل أولى بسبق العهد، و الثاني أنسب بمقام السؤال فان قلت: نعم اللّه سبحانه غير متناهية كما قال عزّ من قائل‌ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها فكيف سأل تماميّتها و هى أجلّ عن أن تستقصى و أعظم من أن تستتمّ.

قلت: إن اريد بمنّته خصوص نعمة التوفيق فلا إشكال، و يراد حينئذ بتماميّتها كمالها و استمرارها إلى آخر العمر، و إن اريد الأعمّ فيراد بتماميّتها أن ينضمّ ما أنعم به عليه فى الدّنيا إلى نعمة الاخرة أى يصل نعمة الدّنيا بنعمة الاخرة كما قاله بعض المفسرين فى قوله تعالى‌ وَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ عَلى‌ آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى‌ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ‌ من أنّ المراد بقوله يتمّ نعمته أن يصل نعمة الدّنيا بنعمة الاخرة بأن يجعلهم أنبياء و ملوكا ثمّ ينقلهم إلى نعيم الاخرة و الدّرجات العلى من الجنّة (و) نسأله استعاره‌ (بحبله اعتصاما) أى تمسّكا بكتابه المبين، فانّه حبل اللّه المتين‌


[1]- حيث قال: نحمده بصيغة المتكلّم مع الغير منه

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست