البلاء، و مقنّطوا الرّجاء، لهم بكلّ
طريق صريع، و إلى كلّ قلب شفيع، و لكلّ شجو دموع، يتقارضون الثّناء، و يتراقبون
الجزاء، إن سئلوا ألحفوا، و إن عذلوا كشفوا، و إن حكموا أسرفوا، قد أعدّوا لكلّ
حقّ باطلا، و لكلّ قائم مائلا، و لكلّ حيّ قاتلا، و لكلّ باب مفتاحا، و لكلّ ليل
مصباحا، يتوصّلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم، و ينفّقوا به أعلاقهم،
يقولون فيشبّهون و يصفون فيموّهون، قد هيّؤا الطّريق، و أضلعوا المضيق، فهم لمّة
الشّيطان، و حمّة النّيران، أولئك حزب الشّيطان ألا إنّ حزب الشّيطان هم الخاسرون.
اللغة
قال في محكيّ
النهاية: قد تكرّر في الحديث ذكر النّفاق و ما تصرّف منه اسما و فعلا، و هو اسم لم
يعرفه العرب بالمعنى المخصوص، و هو الّذي يستر كفره و يظهر ايمانه و ان كان أصله
في اللغة معروفا يقال نافق ينافق منافقه و نفاقا، و هو مأخوذ من النافقاء احد
جحرتي اليربوع إذا طلب من واحد هرب إلى الاخر و خرج منه، و قيل من النفق و هو
السّرب الّذى يستتر فيه لستره كفره انتهى.
و قال
الطريحي: المنافق هو الّذي يستر الكفر و يظهر غيره من النّفق و هو السّرب في الأرض
أى يستتر بالاسلام كما يستتر في السّرب.
و (الذّود)
الطّرد و الدّفع و (خاض) في الأمر دخل فيه و أصل الخوض دخول