و قد اشير
اليها في الحديث النّبوي 6 المروىّ في الوسائل قال:
قال النبيّ 6 إنّ خياركم أولو النّهى، قيل: يا رسول اللّه من
أولو النهى؟ قال:
هم اولو
الأخلاق الحسنة، و الأحلام الرزينة، و صلة الأرحام، و البررة بالأمّهات و الاباء،
و المتعاهدون بالجيران و اليتامى، و يطعمون الطعام و يفشون السلام فى العالم و
يصلّون و الناس نيام غافلون.
و لما قال:
فان كان و لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الأخلاق و محامد الأفعال نبّه
على تفصيلها بقوله (فتعصّبوا لخلال الحمد) أى للخصال المحمودة
و أورد منها هنا عشرا.
الاولى ما
أشار إليه بقوله (من الحفظ للجوار) يحتمل أن يكون المراد به حسن المجاورة و حفظ
حقوق الجيران.
ففى الكافى
عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه 7 قال: قال رسول اللّه 6: حسن الجوار يعمر الدّيار و ينسى الأعمار.
و عن أبى
مسعود قال: قال لي أبو عبد اللّه 7: حسن الجوار زيادة في الأعمار و
عمارة الدّيار.
و في الوسائل
عن الصّدوق باسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائه عن عليّ
: عن رسول اللّه 6 في حديث المناهي قال:
من اذى جاره
حرّم اللّه عليه ريح الجنّة و مأواه جهنّم و بئس المصير، و من ضيّع حقّ جاره فليس
منّا، و ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورثه.
قال بعض
الأعلام: ليس حسن الجوار كفّ الأذى فقط، بل تحمّل الأذى منه أيضا، و من جملة حسن
الجوار ابتداؤه بالسلام، و عيادته في المرض، و تعزيته في المصيبة، و تهنيته في
الفرح، و الصفح عن زلّاته، و عدم التطلّع على عوراته، و ترك مضايقته فيما يحتاج
إليه من وضع جذوعه على جدارك، و تسلّط ميزابه إلى دارك