responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 292

الاسلام أسرع قبولا للموعظة و أحقّ بالانتصاح و الارتداع و التجنّب من سلوك مسالك الشيطان، فكأنه قال: إن كنتم مسلمين فاتّقوا من متابعته و توقوا من اقتفاء آثاره كما تقول: إن كنت مؤمنا فلا تظلمني، قال تعالى حكاية عن مريم (ع) قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (و اعتمدوا) اى اقصدوا (وضع) تيجان‌ (التذلّل) الّذى جعلتموها تحت أقدامكم‌ (على رؤوسكم و) تعمّدوا (القاء) قلانس‌ (التعزّز) الّتي جعلتموها على رؤوسكم‌ (تحت أقدامكم) و لا يخفى على أهل الصّناعة لطافة هذه العبارة و شرافتها و عظم خطرها للّه درّ قائلها.

(و) اعتمدوا (خلع) أطواق‌ (التكبّر من أعناقكم و اتّخذوا) التذلّل و (التّواضع مسلحة و ثغرا بينكم و بين عدوّكم إبليس و جنوده).

و لما أمرهم باتخاذ المسلحة علّله بقوله‌ (فانّ له من كلّ امّة) من الجنّ و الانس‌ (جنودا و أعوانا و رجلا و فرسانا) تنبيها على كثرة جنوده و أعوانه المقتضية للجدّ في اتّخاذها توقّيا من طروقهم و اغتيالهم على غفلة هذا، و قد مضى بيان فضل التواضع و الأخبار الواردة فيه في شرح المختار المأة و السابع و الأربعين.

ثمّ ذكّرهم بقصة ابن آدم 7 لكونها في مقام التذكرة و الاعتبار أقوى تحذيرا و تنفيرا من التعزّز و الاستكبار فقال:

(و لا تكونوا كالمتكبّر على ابن امّه) أى‌ لا تكونوا مثل قابيل الّذى تكبّر على أخيه هابيل.

و إنما قال ابن امّه مع كونهما من أب و أمّ لأنّ الأخوين من أمّ أشدّ حنوا و محبة و تعاطفا من الأخوين من الأب لأنّ الأمّ هي ذات الحضانة و التربية، و لذلك قال هارون لأخيه موسى 8 مع كونه أخاه لأبيه و أمّه: ابن امّ إنّ القوم استضعفوني، فذكر الامّ لكونه أبلغ في الاستعطاف، فمقصوده 7 أنّ قابيل مع كون هابيل ابن امّه المقتضي للعطوفة و المحبة تسلّط عليه الشيطان فأنساه محبّة الاخوة فتكبّر عليه و قتله بوسوسته إليه، فكونوا من ابليس و عداوته في حذر و لا تكونوا مثل قابيل‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست