و قوله: فى حومة بلاء، قال الشارح
المعتزلي: حال من مفعول يقتنصون.
أقول: و يجوز
كونه ظرف لغو متعلّق بيضربون أو بيقتنصون بدلا من قوله:
بكلّ مكان، و
أن يكون حالا من فاعل تمتنعون، و هو أنسب و أولى، و ما في قوله 7 من
غير ما فضل، زائدة للتأكيد.
المعنى
اعلم أنّه
7 لما أمر فى الفصل السابق بالاعتبار بحال إبليس و بما فعل اللّه به من
الطرد و الابعاد و الاحباط لعمله، اتبعه بهذا الفصل و أمر فيه بالتحذّر عن
متابعته، و بيّن فيه شدّة عداوته و حثّ على ملازمة التواضع و التذلّل فقال (فاحذروا
عباد اللّه) من (عدوّ اللّه) إبليس (أن يعديكم بدائه) أى أن يجعل
داءه مسريا إليكم فتكونوا متكبّرين مثله (و أن يستفزّكم) أى
يستخفّكم (بخيله و رجله) قال تعالى وَ اسْتَفْزِزْ
مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ
رَجِلِكَ.
قال الطبرسي:
الاستفزاز الازعاج و الاستنهاض على خفّة و اسراع، و أصله القطع فمعنى استفزّه
استزلّه بقطعه عن الصّواب أى استزلّ من استطعت منهم و أضلّهم بدعائك و وسوستك، من
قولهم صوت فلان إذا دعاه، و هذا تهديد في صورة الأمر و قيل: بصوتك، أى بالغنا و
المزامير و الملاهي، و قيل كلّ صوت يدعى به إلى الفساد فهو من صوت الشيطان.
و أجلب عليهم
بخيلك[1] و رجلك
الاجلاب السوق بجلبة و هى شدّة الصوت أى أجمع عليهم ما قدرت عليه من مكايدك و
أتباعك و ذرّيتك و أعوانك، فالباء مزيدة و كلّ راكب أو ماش في معصية اللّه من
الانس و الجنّ فهو من خيل إبليس و رجله و قيل: هو من أجلب القوم و جلبوا، أى صاحوا
أى صح بخيلك و رجلك فاحشرهم عليهم بالاغواء، انتهى.
[1] أى صح عليهم بفرسانك و راجليك فانّ الخيل قد يطلق على
الفرسان، و منه قوله: